تعديلات دستور أوكرانيا.. أسالت الدماء وفرقت الصفوف

تعديلات دستور أوكرانيا.. أسالت الدماء وفرقت الصفوف
من المواجهات أمام مبنى البرلمان قبل يومين
نسخة للطباعة2015.09.02

صفوان جولاقرئيس التحرير

من بوابة "الدستور" هذه المرة، دخلت أوكرانيا في أزمة سياسية جديدة، بدأت بسقوط ضحايا وسيلان دماء في العاصمة كييف، وهددت بشرخ صف رفاق الأمس الموالين للغرب.

تعديلات دستورية أعدتها اللجنة الدستورية في البرلمان، ووافق عليها كل من الرئيس بيترو بوروشينكو والمحكمة الدستوريةالعليا، ثم حظيت بموافقة أغلبية نواب البرلمان، لتشتعل مواجهات ويحدث انفجار خارج أروقته، فيسقط قتيلان من رجال الأمن، ويصاب نحو 130 آخرين.

وتحت قبة البرلمان، أعلن الحزب الراديكالي يوم الأمس انسحابه من الائتلاف البرلماني والتحول إلى المعارضة، كأول شرخ يرى مراقبون أنه حول رفاق الأمس إلى "فرقاء" يتبادلون الاتهامات.

أهم التعديلات

التعديلات الدستورية تمنح "البلديات" صلاحيات واسعة بعيدا عم المركزية في العاصمة كييف، وخاصة فيما يتعلق بصلاحي الاستفادة من الموارد المالية،

وتتضمن التعديلات مادة تحفظ لرئيس الدولة حق إقالة أي مسؤول محلي، وتعيين مفوض رئاسي خاص لمدة عام واحد حتى انتخاب آخر، في حال حدثت أية مشاكلة أو "نزعات انفصالية".

كما تضمنت التعديلات اقترحا قدمه الرئيس بوروشينكو، حول ضرورة وضع قانون خاص بـ "الحكم الذاتي" لبعض مناطق لوغانسك ودونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون المواليون لروسيا.

نقاط الخلاف

الحزب الراديكالي، وحزب "المساعدة الذاتية" وحزب "الحرية" القومي، وحركة "القطاع اليميني" اليمينية المتشددة يعارضونهذه التعديلات،

هذه القوى ترى أن في هذه التعديلات استسلام لمطالب الانفصاليين، وتقسيا للبلاد كما يريد نظام الرئيس الروسي بوتين، من خلال منح الانفصاليين "فيدرالية" وإن اختلفت التسمية، كما قال يوري ليفتشينكو النائب عن حزب الحرية.

كما اتهم الرئيس بوروشينكو بالسعي لتعزيز صلاحياته وصلاحيات حزبه من خلال هذه التعديلات، وإقصاء "الأحزاب والقوى الثورية" التي أسقطت نظام يانوكوفيتش وتقاتل الانفصاليين.

لكن الرئيس الأوكراني، الذي انتقد التظاهرات والأحداث الدامية التي نظمها المعارضون واعتبرها "معادية لأوكرانيا، أكد أن التعديلات تهدف إلى الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا، ومنع أي حراك انفصالي فيها.

وعن "الوضع الخاص" لمناطق دونيتسك ولوهانسك، أكد بوروشينكو أنه لا يمت للفيدرالية بصلة، مشيرا إلى أن القطاعات الحساسة في الدولة ستبقى بيد السلطة المركزية في كييف، كالدفاع والأمن الوطني والسياسة الخارجية.

ماذا سيحدث؟

وكما هو حال السياسيين، تتباين آراء المراقبين والخبراء حول ما يحدث وقد يحدث في كييف إذا ما استمر التوتر بين القوى والأحزاب.

إيهور كوهوت رئيس مركز "السياسات التشريعية" كان متشائما، فقال إن حدة التوتر تصاعدت بين السلطات والقوى اليمينية، والأخيرة هددت بميدان جديد ضد نظام بوروشينكو، الأمر الذي قد يحدث فعلا ويدخل البلاد في أزمات جديدة، ومن مؤشراته تظاهر "القطاع اليميني" قبل أسابيع، ثم حزب الحرية أول الأمس.

أما أوليكسي هاران رئيس مدرسة "التحليل السياسي" فهون من الأمر، واعتبر أن ما يحدث اختبار لسلطة النظام وقدرته على ضبط بيته الداخلي، وأن الأحزاب القومية تسعى إلى كسب التعاطف الشعبي قبيل الانتخابات المحلية المقبلة، لكن أسلوب الاعتداء على هيبة الدولة والتفجير لا يمكن أن يقبل به"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022