العرب العالقون في شرق أوكرانيا والخارجون منه.. ظروف صعبة ومصير مجهول

العرب العالقون في شرق أوكرانيا والخارجون منه.. ظروف صعبة ومصير مجهول
صورة تظهر طلابا عربا، "بعضهم" علقوا في لوهانسك ولم يخرجوا منها
نسخة للطباعة2015.09.21

صفوان جولاقرئيس التحرير

ما إن سيطر الانفصاليون على مدينتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا حتى بدأ الطلاب العرب والأجانب بالخروج منها إلى مدن أخرى، حالهم كحال الكثير من سكانها الأصليين، وخاصة بعد بدء المواجهات العسكرية وتعرض هذه المدن للقصف.

لكن ظروفا معينة حالت دون خروج الكثير من العرب والأجانب في تلك المدينتين، سواء كانو طلابا أو غير ذلك، وأجبرتهم على مواجهة تحديات في مكان لم يعد يعرف الهدوء والأمان إلى قليلا.

إبراهيم طالب أردني عالق في لوهانسك، حدثنا عن محنته وزملائه، فقال إنها بدأت بتوقف العمل في الأقسام المسؤولة عن الإقامات بالجامعات أول الأمر، وكذلك في إدارات الهجرة والجوازات، ما أدى إلى تأخر عشرات الطلاب عن تمديد إقاماتهم، الأمر الذي لم يمكنهم من الخروج إلى مدن أخرى.

وكذلك أشار إبراهيم إلى أن جامعات كثيرة رفضت استقبال طلاب لوهانسك، لأنه لم تعد تعترف بجامعاتها كجامعات أوكرانية، فباتت تشترط "إعادة الدراسة عاما أو أكثر"، والتسجيل بعد الحصول على "تأشيرة دخول أوكرانية جديدة".

اضطر إبراهيم ونحو خمسين آخرين للبقاء في لوهانسك، ليواجهون حياة صعبة، لخصها بالقول إنها "حياة لا أمان فيها ولا حرية، يصعب فيها استلام الحوالات إلا عبر إجراءات كثيرة ومعقدة، وهي غالبا ما تصلنا منقوصة بنحو الثلث، ناهيك عن شح البضائع وقلة المواد الغذائية".

خيارات صعبة

معظم العرب العالقين في دونيتسك ولوهانسك هم عراقيون وأردنيون وسوريون، ولدى بعضهم هموم لا تقتصر فقط على الوضع الأمني والمعيشي وحتى المستقبل الدراسي، بل تتعداه ولسان حالها يقول: "أين المفر؟".

محمد طالب عراقي في دونيتسك، كشف عن همومه لنا، فقال: "الكثير من العراقيين والسوريين يخفون عن ذويهم ما هم فيه من مشاكل، وأعدادهم تقدر بنحو 150، لأن لدى الأهل ما يكفي ويزيد من الهموم. بعض أهالي الطلاب نزحوا أو هاجروا، والبعض الآخر يعاني داخل الوطن، ولم يبق لديهم إلى أمل أن نتوفق نحن في مجال الدراسة".

ولفت إلى أن البقاء في دونيتسك بات خيارا صعبا وحيدا، لأن العودة إلى العراق أصعب، وكذلك الخروج منه بتأشيرة جديدة، في إشارة إلى صعوبة الحصول على التأشيرة بالنسبة لسكان الدول المتوترة كالعراق وسوريا.

أولغا كليريني، وهي مسؤولة عن واحد من أكبر أقسام تسجيل النازحين عن شرق البلاد المتوتر في مدينة خاركيف، قالت لنا إن الفرصة كانت متاحة أمام من أراد الانتقال إلى مدن أخرى مع بداية الأزمة، ولكن تأخرهم أوقعهم في مشكلة يصعب حلها والتعامل معها، لأنها تحمل الكثير من علامات الاستفهام، على حد قولها.

لكنها أشارت إلى أن إدارات الهجرة خارج المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون تقدم كل التسهيلات الممكنة للمواطنين والأجانب، على حد قولها الذي ينفيه طلاب عالقون، يؤكدون أن ذلك "صعب ومكلف وغير مضمون".

مواجهة الرسوب

ولا تقتصر هذه الصعوبات على العالقين فحسب، فالكثير من الطلاب الذين خرجوا من دونيتسك ولوهانسك يعانون في مدنهم وجامعاتهم الجديدة أيضا.

في مدينة خاركيف على سبيل المثال، واجهت الرسوب في امتحانات هذا العام نسبة من الطلاب وصلت إلى نحو 70% في بعض الجامعات، لأنهم "اضطروا لترك مقاعدة الدراسة عدة شهور حتى استقرت أمورهم"، كما قال بعضهم للجزيرة نت.

يطالب هؤلاء الطلاب بإعادة الامتحانات وأخذ ظروفهم في هذا العام بعين الاعتبار، لكن الوزرات المعنية ترى أن الرسوب نتيجة الإهمال الدراسي قبل كل شيء.

وأيا كانت الأسباب، يبقى الأكيد أن النتيجة وضعت كثيرا من العالقين والخارجين أمام حياة جديدة غير مستقرة، مليئة بالتحديات والصعوبات، وأن الكثير منهم بات أسير ظروف صعبة طارئة، وفي مواجهة مصير مجهول.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022