الحكم الذاتي" في إقليم الدونباس.. بين ترحيب الأوكرانيين ورفضهم

الحكم الذاتي" في إقليم الدونباس.. بين ترحيب الأوكرانيين ورفضهم
المواجهات أدت إلى دمار واسع في إقليم الدونباس
نسخة للطباعة2014.09.17

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

غالبية نواب البرلمان الأوكراني رفضت بالعلن مشروع قانون قدمه الرئيس بيترو بوروشينكو، يمنح الحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوهانسك التي يسيطر المسلحون الانفصاليون على أجزاء واسعة منها.

ولكن عندما طرح المشروع للتصويت السري (الذي لا يكشف هوية وانتماء النواب المصوتين بنعم أو لا) أقر القانون بحصوله على 277 صوتا من أصل 450.

التصويت السري على القانون جاء بعد اجتماع طارئ عقده بوروشينكو مع رؤساء الكتل البرلمانية لإقناعهم، وبعد خطاب "عاطفي" وجهه للنواب في جلسة مغلقة.

بوروشينكو في خطابه حمل معارضي القانون مسؤولية استمرار سيلان الدماء في شرق البلاد، والحرب غير المتكافئة التي قد تشتعل مع روسيا، وفق ما كشفه لنا أحد النواب، طالبا عدم الكشف عن اسمه.

جدل كبير

القانون أقر، لكنه فرض جدلا كبيرا في أروقة البرلمان وخارجه، وهو جدل يتوقع ساسة ومراقبون أن يزداد مؤثرا على المشهد السياسي في كييف، والأمني في دونيتسك ولوهانسك.

أوليغ تياهنيبوك زعيم حزب الحرية "سفوبودا" اليميني المتشدد، علق على القانون فوصفه بالعار، معتبرا أن فيه استسلاما أمام الانفصاليين وتسليما لهم، وأن النصر كان يجب أن يتحقق بهزيمتهم وهزيمة روسيا التي تدعمهم.

وبدوره وصف إيهور كوهوت رئيس مركز "التشريع السياسي" وصف القانون بالخطأ الكبير، مستغربا منح الحكم الذاتي لمن اتهمتهم أوكرانيا سابقا بالإرهاب وحاربتهم، بناء على اتفاقات مع روسيا التي تدعمهم.

وقال كوهوت: "السلطات لم تقدم شيئا. لم تفرض حالة الحرب، ولم تقطع العلاقات وتغلق الحدود مع روسيا، ولم تجمد أصولا وتطرد دبلوماسيين، بل اكتفت بتوجيه الاتهامات وطلب دعم الغرب الذي تخلى عمليا عنها".

لكن النائب عن حزب الوطن "باتكيفشينا" أندريه شيفتشينكو قال إن "الأولوية لوقف سيلان الدماء وإحلال السلام. القانون عار صغير، لكنه أفضل من حرب كبيرة بدت ملامحها مع روسيا"، في إشارة إلى اختلال موازين القوى بين البلدين.

الأهداف

ويدعو ساسة ومراقبون إلى التريث قبل الحكم على قانون "الحكم الذاتي"، والنظر إلى أهدافه القريبة والاستراتيجية، لأنه قد يكون حلا لإخراج البلاد من أزمتها.

أليكسي غاران رئيس معهد "التحليل السياسي، قال إن القانون مثير للجدل والشكوك، ولكن علينا أن ندرك صعوبة الموقف الذي تواجهه أوكرانيا منفردة، ومسؤولية الرئيس بوروشينكو المباشرة عن الأوضاع المتوترة.

وأضاف: "سلم في ظل حكم ذاتي لمدة ثلاث سنوات كفيل بأن تستعيد البلاد عافيتها في مجالات طغت عليها الحرب، وتثبت لسكان الشرق أنها أكثر الأطراف المعنية بأمنهم واستقرار حياتهم وتطويرها".

وفي سياق متصل قال أوليكساندر تشالي النائب السابق لوزير الخارجية الأوكراني إن "السلم البارد خير من الحرب الباردة. أوكرانيا كانت على وشك أن تخسر إقليم الدونباس (منطقتي دونيتسك ولوهانسك)، والحكم الذاتي سيمكنها من استعادته سلميا كما كان، بالطريقة التي وحدت ألمانيا الغربية مع نظيرتها الشرقية بعد الخلاف.

موقف الانفصاليين

وتتجه الأنظار حاليا إلى موقف الانفصاليين المرتقب من "الحكم الذاتي" الذي قدمته أوكرانيا، فمطالبهم السابقة حددت بالاستقلال ثم الانضمام إلى روسيا، خاصة بعد اندلاع المواجهات بينهم وبين القوات الأوكرانية.

قادة الانفصاليين أعلنوا أنهم سيتشاورون لتحديد موقفهم من الحكم الذاتي، لكنهم قرروا يوم الأمس بدء تشكيل "جيش موحد لدولة روسيا الجديدة"، الأمر الذي قد يهدد باستمرار الأزمة، ودخولها في نفق مظلم جديد.

أوليكساندر تشالي النائب السابق لوزير الخارجية الأوكراني قال إن موقف الانفصاليين مرتبط بموقف روسيا التي تدعمهم، وحل الأزمة في النهاية مرهون بتوافق روسيا مع الغرب على وقف الصراع بينها وبينه على أراضي أوكرانيا، لتقسيمها أو الاستحواذ عليها كمنطقة نفوذ.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022