الإضراب سلاح المعارضة الأوكرانية لكسب المعركة السياسية

الإضراب سلاح المعارضة الأوكرانية لكسب المعركة السياسية
من تظاهرات يوم الأحد الاحتجاجية في العاصمة كييف
نسخة للطباعة2013.12.03

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

لا انقلاب، بل إضراب يشل حركة الدولة، ويجبر نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش على التنحي، لتجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.

هذا أبرز ما دعت إليه المعارضة الأوكرانية الحشود الهائلة من أنصارها وغيرهم من المحتجين في كييف ضد قرار النظام بتجميد مساعي الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يوم الأمس، واعية ربما بأنه لا مقومات أخرى لإزاحته، وفي يده معظم عوامل القوة.

إضراب يبدأ اليوم، لكن أفقه مجهول، فمن سيعلن الإضراب، وأين؟، وإلى متى؟، أسئلة تطرح نفسها بقوة، في ظل تحكم قبضة النظام أيضا بمعظم مؤسسات الدولة في معظم الأقاليم والمدن.

المؤسسات التعليمية

يعول الحراك الشعبي على انضمام طلاب الجامعات إلى صفوفه في احتجاجات ما بات يعرف بـ"اليورو ميدان"، الذي يصفه الحراك والمعارضة بـ"الثورة".

وبالفعل، شهدت الأيام القليلة الماضية إضراب عدة جامعات، أو إضراب طلابهم بأنفسهم، وخاصة في العاصمة كييف وعدة مدن غربية أخرى، فالمؤسسات التعليمية في أوكرانيا مستقلة غالبا عن السياسة وميزانية الدولة، ولها رأي ودور إزاء ما شهدته وتشهده البلاد من أحداث.

وقال سيرهي، وهو طالب جامعي، وأحد النشطاء الإعلاميين في الميدان، إن الطلاب –حتى الآن– من أبرز مكونات "الثورة" والداعمين لها، مؤكدا أنهم بعيدون عن الحزبية رغم اختلافاتهم الفكرية، ومتوحدون حول "الحلم الأوروبي".

دوائر الدولة

أما المعارضة، فتعول بشكل رئيس على إضراب دوائر الدولة، وخاصة في العاصمة، معتبرة أن موظفيها جزء من عامة الشعب، الذي يعانون الفساد والفقر، ويحلمون بحياة ومعايير أوروبية، على حد وصف بعضهم.

سيرهي سوبوليف النائب عن حزب الوطنويجمل سيرهي سوهوليف النائب عن حزب الوطن "باتكيفشينا"، وهو حزب زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة المسجونة يولا تيموشينكو، التي أعلنت بدورها إضرابا عن الطعام، يجمل إرادة المعارضة بالقول إن استمرار الاحتجاجات ونجاح الإضراب العام لمدة أسبوع كفيل بكسر شوكة النظام.

ودلل على رأيه بالإشارة إلى استقالة عدد من قيادات حزب الأقاليم الحاكم، وخروج عدد من نوابه من الائتلاف البرلماني، إضافة إلى حالة التذمر التي تشهدها القوى الأمنية من "الاستخدام المفروط وغير المسبوق للقوة" لفض اعتصام ساحة الاستقلال أول الأمس.

مكاسب سياسية

وعلى الطرف الآخر من الأزمة، يعتبر موالون للنظام أن المعارضة تستغل الحدث (قرار تجميد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي) لتحقيق مكاسب شعبية وسياسية، والوصول إلى السلطة، بعد سلسلة خسارات انتخابية منيت بها منذ العام 2010.

أندريه دوروشينكو القيادي في حزب الأقاليم قال إن المعارضة تلعب بعواطف الناس، وتشوه الحقائق، وتهول الأحداث، وهذا "خيارها الوحيد للعودة إلى مكان ما في الحكم".

وأوضح أن القيادة الأوكرانية لم تلغ الشراكة، بل جمدتها مؤقتا، حتى لا تكون ضحية لصراع حقيقي على جغرافيا وإمكانيات أوكرانيا بين روسيا والغرب، وقررت الاستمرار بدعم الاقتصاد المحلي حتى نهوضه، حتى لا يكون الانتقال به إلى الفضاء الأوروبي كارثيا عليه، في ظل ارتباطه الوثيق حاليا بنظيره الروسي.

واعتبر دوروشينكو أن الأيام والأسابيع المقبلة كفيلة بإقناع المحتجين بأن قرار التجميد كان حكيما، وأن النظام لا يزال متمسكا بالتكامل مع أوروبا، وبتوقيع الشراكة معها.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022