معارض أوكراني يصف التعذيب الوحشي في السجون الروسية ومحاولة فرض الجنسية الروسية عليه

نسخة للطباعة2019.09.19

كشف المعارض الأوكراني فلاديمير بالوخ عن تفاصيل التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها أثناء احتجازه في المعتقلات الروسية بسبب رفضه إزالة العلم الأوكراني عن منزله، ومعارضته الصريحة للاحتلال الروسي لشبه جزيرة القرم. 

وقال محاميه ديميتري دينزي يوم الاثنين الماضي، إن السلطات الروسية حاولت فرض الجنسية الروسية على بالوخ، كما فعلوا مع زملائه من السجناء السياسيين الأوكرانيين المعروفين مثل أوليغ سينتسوف وألكسندر كولشينكو.

وأوضح دينزي أن موضوع الجنسية الروسية صدر فجأةً في سجن تورزوك، حيث تم نقل بالوخ من شبه جزيرة القرم في فبراير من هذا العام، كما هو الحال مع سينتسوف وكولتشينكو، وأن الوضع سخيف بشكل خاص بالنظر إلى أن الرجال الثلاثة قد تم محاكمتهم كمواطنين أوكرانيين، وفي حالة بالوخ ، كانت جنسيته الأوكرانية دائماً واحدةً من الأعذار لاحتجازه، حيث جادل مراراً وتكراراً بأنه كان يستطيع الهرب إلى البر الرئيسي لأوكرانيا.

كما لم يناقش محامو بالوخ قضية فرض الجنسية الروسية، واعتبروا ذلك بلا معنى وشيئاً سخيفاً، بدلاً من ذلك، كانوا ينتظرون تبادل الأسرى، وبعد أن حدث ذلك أكدت الهيئات ذات الصلة أن بالوخ، سينتسوف وكولشينكو، لم ولن يكونوا مواطنين روس على الإطلاق. 

وخلال إحدى جلسات الاعتقال في قضية سينتسوف، رفض المخرج المسجون رفضاً قاطعاً لأي تلميح إلى أنه مواطن روسي، قائلاً إنه ليس حيواناً، ليتم نقله إلى مالك جديد مع الأرض التي استولى عليها الروس، والحقيقة أن روسيا تعامل جميع السجناء السياسيين الأوكرانيين من القرم على أنهم روس في الأساس، مما يؤكد أن روسيا تتصرف كما لو أن الاستيلاء على الأراضي بصورة غير شرعية يمنحها حق امتلاك سكان القرم أيضاً.

بينما عُرض فيديو خلال المؤتمر الصحفي الذي وصف فيه بالوخ، وهو لا يزال مسجوناً في سجن تورزوك، كيف تعرض للتعذيب والضرب على أيدي ما بين 8 و10 رجال بعد وصوله إلى السجن، حيث أُرغم على الوقوف في مواجهة الحائط، وتعرض للضرب حول الكبد والكليتين وظهر الرقبة وساقيه بشكل همجي، واصفاً أشكالاً أخرى من التعذيب بما في ذلك استخدام الصدمات الكهربائية، بعد إجباره على وضع وسادة مبللة على رأسه والتهديد بالاغتصاب، وهو ما رواه سينتسوف عن جلسته الأولى مع جهاز الأمن الفدرالي الروسي كذلك.

يذكر أن التعذيب كان جزءاً كبيراً من جميع عمليات توقيف جهاز الأمن الفدرالي الروسي للأوكرانيين بتهم ذات دوافع سياسية، والهدف الرئيسي هو الحصول وانتزاع الاعترافات بالقوة من السجناء السياسيين، ولسوء الحظ، فإن معاملة بالوخ في مستعمرة السجن الروسية، على الأقل عند وصوله، ربما تكون هي القاعدة المروعة لجميع السجناء بلا أي استثناء فكما قال، لقد تم وضعه في زنزانات العقاب الضيقة بشكل مستمر بسبب ذرائع سخيفة مثل عدم استقبال أحد موظفي السجن، وقال إن تهديد التعرض للعنف الجسدي كان موجوداً طوال الوقت.

ووصف المحامي المدني لبالوخ خلال محاكمته في المؤتمر الصحفي مدى صعوبة الذهاب إلى والدة بالوخ البالغة من العمر 79 عاماً وأخبرها أن بالوخ قد تم أسره مرةً أخرى في قاعة المحكمة ولن يعود إلى المنزل.

من هو فلاديمير بالوخ؟

فلاديمير بالوخ، مزارع وناشط مدني من شبه جزيرة القرم الشمالية، كان قد بدأ في رفع العلم الأوكراني فوق منزله خلال الاضطرابات المدنية التي سادت الساحة الأوروبية في أوكرانيا، ورفض إزالته بعد غزو روسيا وضم شبه جزيرة القرم.

يشار إلى أن بالوخ تعرض للمرة الأولى لثلاث دعاوى اعتقال إداري على الأقل بتهم مختلفة، ثم في ديسمبر 2016م، بعد أيامٍ قليلة من قيامه برسم لوحة على منزله، واصفاً إياها بأبطال نيبسنا سوتنيا سانت، في ذكرى سقوط أكثر من 100 ضحية لأعمال شغب والفلتان الأمني في أوكرانيا والتي ارتبطت بالميدان الأوروبي.

وفي قضية مزورة بشكل واضح لدرجة أن الدفاع حذر القضاة من أنه حتى القانون الروسي يفرض مسؤولية جنائية عن إصدار أحكام غير مشروعة عن علم مسبق، قد تم الحكم على بالوخ بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، ومن الواضح أن هذا الحكم كان معتدلاً للغاية بهدف حقيقي هو معاقبة بالوخ لمعارضته الصريحة للاحتلال الروسي للقرم، حيث تم ابتكار قضية جديدة حول السلوك بينما كان بالوخ مسجوناً بالفعل، مما أدى إلى إدانة جديدة وزيادة الحكم الإجمالي إلى خمس سنوات.

وكانت عمليات التزوير جسيمةً لدرجة أن مركز "ميموريال" لحقوق الإنسان لم يستغرق أي وقت في إعلان بالوخ سجيناً سياسياً، وقد تم المطالبة بإطلاق سراحه من قبل العديد من الهيئات الأوروبية والدولية، والبلدان الديمقراطية.

وذكرت وسائل اعلام أوكرانية أن الأمر بدا وكأن روسيا ستجبر بالوخ على الانتظار حتى اللحظة الأخيرة قبل إطلاق سراحه، ومع ذلك ، أطلق سراحه في 7 سبتمبر، من بين 11 سجيناً سياسياً و24 بحاراً كانوا أسرى حرب بعد أن هاجمت روسيا ثلاث سفن بحرية أوكرانية في 25 نوفمبر 2018م، بالإضافة إلى 87 سجيناً سياسياً أوكرانياً، غالبيتهم من تتار القرم، حيث أبلغت ادارة امن الدولة في أوكرانيا عن وجود 200 شخص ما بين رهائن وأسرى في الدونباس الخاضعة للسيطرة الروسية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الإعلام المحلي - وكالات

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022