قالت السعودية إنها ستكشف عن أدلة يوم الأربعاء تربط خصمها الإقليمي إيران بهجوم غير مسبوق على قطاع النفط بالمملكة تعتقد واشنطن أنه انطلق من إيران في تصعيد خطير للاحتقان في منطقة الشرق الأوسط.
وتنفي طهران أي دور لها في الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط يوم 14 سبتمبر أيلول، إحداهما أكبر معمل لمعالجة الخام في العالم، مما أدى في بادئ الأمر إلى انخفاض إنتاج السعودية من النفط إلى النصف.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن الرئيس حسن روحاني قوله ”يريدون فرض ضغوط قصوى على إيران عن طريق التشهير“. وأضاف ”نحن لا نريد صراعا في المنطقة... من بدأ الصراع؟“ ملقيا باللوم على واشنطن والرياض في نشوب حرب اليمن.
وأعلنت جماعة الحوثي المسؤولية عن الهجمات وقالت إنها استخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة الموقعين التابعين لشركة أرامكو الحكومية السعودية.
لكن وزارة الدفاع السعودية قالت إنها ستعقد مؤتمرا صحفيا يوم الأربعاء الساعة 1430 بتوقيت جرينتش لعرض أدلة مادية وأسلحة إيرانية تثبت تورط إيران في الهجمات.
ومن شأن الكشف عن أي أدلة ملموسة على تورط إيران الضغط على السعودية والولايات المتحدة للرد لكن البلدين أكدا على الحاجة للحذر.
وذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لا يريد الحرب وأضاف أنه ”ما من عجلة“ للرد مشيرا إلى وجود تنسيق مع دول خليجية وأوروبية.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع رئيس كوريا الجنوبية إن الهجوم ”اختبار حقيقي للإرادة الدولية في مواجهة الأعمال التخريبية المهددة للأمن والاستقرار الدوليين“.
وقال السفير السعودي في لندن الأمير خالد بن بندر لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ”من شبه المؤكد أنه (الهجوم) كان بدعم إيراني“. وأضاف ”نحاول عدم اتخاذ رد فعل سريع للغاية لأن آخر ما نريده هو المزيد من الصراع في المنطقة“.
أدلة دامغة:
وتوجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية لإجراء محادثات.
وقال مبعوث السعودية لدى الأمم المتحدة لرويترز إن خبراء من المنظمة يراقبون الوضع في اليمن وتطبيق العقوبات المفروضة على إيران غادروا أيضا متجهين إلى المملكة.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن الضربات انطلقت من جنوب غرب إيران.
وذكر ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن الضربات شملت استخدام صواريخ كروز وطائرات مسيرة، مما يظهر أن الهجوم كان على قدر من التعقيد والتطور أعلى مما كان يعتقد في بادئ الأمر.
ولم يقدم المسؤولون دليلا أو يوضحوا المعلومات الأمريكية التي استعانوا بها في تقييماتهم للهجوم الذي عطل خمسة بالمئة من الإنتاج العالمي للنفط. وقالت السعودية يوم الثلاثاء إنها ستستكمل استعادة الفاقد من الإنتاج، أي 5.7 مليون برميل يوميا، بحلول نهاية الشهر.
وتراجعت أسعار النفط بعد التطمينات السعودية بعدما ارتفعت بأكثر من 20 في المئة في وقت ما يوم الاثنين مسجلة أكبر مكسب مئوي لها خلال جلسة منذ حرب الخليج بين عامي 1990 و1991.
ودعا مسؤول أمريكي كبير إلى رد من مجلس الأمن الدولي على الهجوم لكن من غير المرجح أن يكلل هذا المسعى بالنجاح إذ يقول دبلوماسيون إن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) سيوفران الحماية لإيران على الأرجح.
وقال وزير الدفاع الياباني الجديد إن بلاده لم تطلع على أي معلومات مخابراتية تظهر أن إيران لعبت دورا في الهجمات، مما يظهر الحذر الدولي تجاه هذه القضية الخطيرة.
وعبر أحد المسؤولين الأمريكيين الثلاثة عن ثقته في أن التحقيق السعودي سيفضي إلى ”أدلة جنائية دامغة“ على مصدر الهجوم الذي كشف عن صدوع كبيرة في الدفاعات الجوية السعودية رغم إنفاق مليارات الدولارات على شراء العتاد العسكري من الغرب.
وقال محلل أمني سعودي ”الهجوم يشبه هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة للسعودية، سيغير قواعد اللعبة“.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
رويترز
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022