قبل خمس سنوات، بدأت في العاصمة الروسية مينسك مفاوضات تهدف إلى إحلال السلام في شرق أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع الأحداث التي وقعت بالقرب من مدينة إيلوفايسك شرق أوكرانيا.
إيرينا هيراشينكو ممثلة أوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية، التي تضم أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، تتحدث عن ظروف المفاوضات بعد المعركة، فتقول:
"معركة إيلوفايسك مأساة كبيرة، و واحدة من أسوأ المآسي التي وقعت خلال هذه السنوات، فقد قتل نحو 300 من جنودنا. كان من المخيف جدا أثناء المفاوضات سماع أنهم يقتلون، ووجوب اتخاذ القرارات تحت هذا الضغط. كان هذا تكتيك بوتين يومها، الذي استخدمه أكثر من مرة خلال المفاوضات اللاحقة".
في 5 سبتمبر أبرمت اتفاقية "مينسك 1"، وهكذا سميت اتفاقية الهدنة التي تضمنت 12 نقطة.
المسلحون انتهكوا وقف إطلاق النار على الفور تقريبا والنقاط الأخرى من هذه الإتفاقية لم توقف الحرب في إقليم الدونباس.
يقول خبير المركز التحليلي "المعهد الأوكراني للمستقبل" إيهور تيشكيفيتش، إنه عند توقيع الاتفاقيات، كان واضحا منذ البداية أن روسيا لن تلتزم بها، وأن بوتين كان بحاجة لاستراحة فقط.
يضيف موضحا: "الاستراحة لتشكيل نظم معينة، بدءا من السيطرة على السلطة، وصولا إلى إقامة الاتصالات مع الأراضي المحتلة، التي كانت ضرورية لوضع أهداف تكتيكية جديدة".
وهكذا، لم تمتثل روسيا خلال السنوات الخمس لأي بند من من اتفاقيات مينسك. و لكن رغم ذلك، و وفقا لإيرينا هيراشينكو، ساهمت "مينسك 1" بفرض العقوبات على المعتدي، والحفاظ عليها.
تقول: "حقق توقيع هذه الاتفاقيات الصعبة مهمة أساسية، إذ تمكنا من وقف الهجوم الشامل. من المهم جدا أن العقوبات ربطت تحديدا باتفاقيات مينسك وبتنفيذها. روسيا لم تطبق ولا حتى نقطة واحدة. فهي لم تفرج عن الرهائن، ولم تسحب قواتها؛ وهكذا تبقى العقوبات سارية".
يعتبر رومان بيسمريتني، الممثل السابق لأوكرانيا في مجموعة الاتصال الثلاثية، أنه يجب على أوكرانيا أن تغير شكل المفاوضات، وإلا لن يتحقق أي تقدم.
يقول: "كنت تدرك تماما أن من يجلسون أمامك ما هم إلا ممثلين بالنيابة، الذين ينقلون فقط موقف الطرف الآخر، و ليس لديهم موقف خاص. يريدون تنفيذ صيغة شتانمايير، دون أن يعرفوا ماذا يعني ذلك، ومن ثم العفو، و هم لا يعرفون كيف يمكن القيام بذلك".
في فبراير 2015، وقع رؤساء أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا ملحقا للاتفاقية الأولى، شمل مجموعة من التدابير لتنفيذ اتفاقيات مينسك، وسمي بـ "مينسك 2"، ولكنه لم ينفذ أيضا.
يقول بيسمريتني: "يمكنني أن اقول، مع كامل المسؤولية، إن الآلية التي تعمل الآن في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وفي ظل عدم تدخل الأمم المتحدة، تؤدي إلى نتائج عكسية. أجل يمكنها أن تحل بعض المسائل، مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين وإصلاح جسر ما. لكنها على المستوى الشامل لن تحل القضية".
هل ستكون هناك اتفاقيات "مينسك 3" في المستقبل؟، وهل ستغير مفاوضات مينسك إطارها؟. يتوقع الخبراء أن يصبح هذا واضحا بعد لقاء رباعية النورماندي، المزمع عقده خلال الفترة المقبلة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022