نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تدوينة للكاتب بيرناندو دي ميغال، تحدث فيها عن التحدي الذي يواجه الاتحاد الأوروبي في سعيه إلى حل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا في الفترة الأخيرة.
وقال الكاتب في تدوينته التي ترجمتها "عربي21"، إن الاتحاد الأوروبي لم يتوقع تصاعد التوتر بين أوكرانيا وروسيا، علما وأنه يعيش على وقع مراجعة كاملة لعلاقاته مع الكرملين، بعد أكثر من أربع سنوات من الخلافات والمواجهات.
وقد أدى اعتقال روسيا للأسطول العسكري الأوكراني يوم الأحد الماضي في مضيق كيرتش إلى مزيد تعقيد استراتيجية الاتحاد الأوروبي، الذي حاول إيجاد توازن بين رفض الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم من قبل موسكو سنة 2014 والحاجة للتعايش مع دولة مجاورة مثل روسيا، فعلى سبيل المثال، تسعى إيطاليا لرفع العقوبات على روسيا، في حين أن دولا أخرى مثل بولندا تطالب باتخاذ أقسى الإجراءات مع روسيا.
وأضاف الكاتب أن النمسا التي ترأس الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر من سنة 2018، لا تستبعد مناقشة تمديد محتمل للعقوبات المفروضة على موسكو خلال القمة الأوروبية الأخيرة بالنسبة لهذه السنة المقرر إجراؤها في 13 و14 كانون الأول/ديسمبر، وقد تم فرض هذه العقوبات بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم سنة 2014.
ومنذ وصوله إلى السلطة في الربيع الماضي، دافع ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء الإيطالي، عن ضرورة تعليق العقوبات المسلطة على روسيا. وتشمل هذه العقوبات حظر تصدير السلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا، أي تلك التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية على حد سواء.
وأورد الكاتب أن الحكومة الإيطالية، التي كانت تحاول منذ أشهر تقوية التقارب مع الكرملين لتعزيز مصالحها الاقتصادية، يمكن أن تفشل مجددا في تعليق العقوبات الروسية على خلفية الأزمة المستجدة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بترو بوروشنكو، وقد تم التطرق إلى هذه الأزمة خلال اجتماعين للجنة الشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي يومي الاثنين والثلاثاء، وقد أظهرت هذه اللقاءات الاختلافات بين الدول الأوروبية حول مسألة رفع العقوبات عن روسيا بعد أزمة مضيق كيرتش.
وأشار الكاتب إلى أن ألمانيا أكدت في الوقت الحاضر على ضرورة تهدئة الأوضاع وحل الأزمة عبر الحوار، وقد اتصلت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بكل من الرئيسين الروسي والأوكراني لحثهما على ضرورة إبقاء الأمور تحت السيطرة.
وعلى الرغم من المشاحنات الدبلوماسية بين كل من برلين وباريس وبين موسكو، إلا أنهما استبعدتا تبني عقوبات جديدة ضد روسيا في الوقت الحالي، الجدير بالذكر أن مفوضة الأمن والخارجية لدى الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اتبعت نفس الأسلوب الألماني، حيث وصفت حادثة بحر آزوف بأنها "غير مقبولة"، لكنها طالبت كلا الطرفين "باحتواء" المسألة.
وأضاف الكاتب أن إدارة موغيريني طلبت من موسكو، بعد اجتماع لجنة الشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، رفع الحصار في مضيق كيرتش والإفراج عن السفن الأوكرانية الثلاث التي تم الاستيلاء عليها. وقد أعادت هذه الحادثة في بحر آزوف إحياء توتر الحرب في أوروبا الشرقية.
نتيجة لذلك، أعلن البرلمان الأوكراني يوم الاثنين الماضي عن تطبيق قانون الأحكام العرفية لمدة شهر في 10 مناطق من البلاد، الأكثر عرضة للنزاع مع الجانب الروسي، وقد اتهمت كييف موسكو بالإعداد لغزو بري، بينما أكد الكرملين أن أوكرانيا تسببت في هذا الحادث لخدمة مصالح متعلقة بسياستها الداخلية.
وأفاد الكاتب أن الموقف الألماني يمكن أن يلعب دورا مهما في هذه الأزمة، وعلى الرغم من أن ميركل لم تتراجع عن مسألة تمديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلا أنها حافظت في الوقت ذاته على دعمها لمشروع غاز "نورد ستريم 2"، الذي يهدف إلى مضاعفة صادرات الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقد أثار هذا المشروع، الذي انتقدته كل من بولندا وأوكرانيا، غضب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يتهم برلين بتوجيه ملايين اليوروات إلى الخزائن الروسية باعتبارها زبونا مهما لشركة غازبروم، التي يسيطر عليها الكرملين.
عربي 21
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022