أثار قرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عزل وزير الداخلية أناتولي موهيلوف من منصبه وتعيينه رئيسا لحكومة إقليم شبه جزيرة القرم الذي يتمتع بنظام حكم فيدرالي شبه مستقل جنوب البلاد، أثار غضب تتار الإقليم الذين يعتبرون موهيلوف شخصية معادية للتتار.
وقال مصطفى جميلوف النائب البرلماني ورئيس مجلس شعب تتار القرم أمس إن قرار تعيين موهيلوف هو القرار "الأغبى" الصادر عن الرئيس يانوكوفيتش، لأنه أعلن مرارا معاداته للتتار، وتعدى على حقوقهم.
وحول هذا الشأن أوضح علي حمزين مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس أن موهيلوف تسبب بهدم عدة مباني تترية في العام 2007 عندما كان رئيسا لشرطة الإقليم، وكتب العديد من المقالات التي بررت مأساة التهجير الذي تعرضوا له قسرا في العام 1944 إبان الحقبة السوفيتية.
وفي سياق متصل قال وزير الداخلية السابق أناتولي ماسكال إن تعيين موهيلوف سيؤدي إلى قيام تظاهرات احتجاجية واسعة في الإقليم، فهو غير محبوب فيه، وخاصة من قبل التتار الذين وصفهم بالفاشية وانهال عليهم بالاتهامات أثناء حملة يانوكوفيتش الانتخابية الرئاسية في بداية 2010.
وقد اعتبر عدد من التتار أن تزامن التعيين مع عيد الأضحى المبارك جاء متعمدا لإفساد فرحة العيد عليهم، ويؤكد أن النظام يتعامل معهم بعنصرية بحتة.
ورأوا أن هذا التعيين لا يخدم إلا المصالح الروسية في الإقليم ضد المصالح التترية خاصة والأوكرانية عامة، وهو يأتي في إطار موالاة النظام الحاكم لروسيا، في إشارة منهم إلى مظاهر التوتر والاعتداءات العنصرية على التتار من قبل مجموعات روسية في الإقليم.
ويبلغ تعداد تتار القرم نحو نصف مليون نسمة، مشكلين نسبة تقدر بنحو 18 – 20% من إجمالي تعداد سكان الإقليم، ومعظمهم مسلمون، بينما يشكل الروس المسيحيون فيه نسبة تقدر بنحو 40%، والأوكرانيون 30%، إضافة إلى وجود فئات عرقية ودينية أخرى.
أمل وشك
لكن وفي خضم حال الغضب من تعيين موهيلوف قال رفعت تشوباروف نائب رئيس المجلس التتري إن التتار يأملون أن يكون ماهيليف قد غير من مواقفه تجاههم.
وقال تشوباروف إن على رئيس حكومة القرم الجديد أن يتحاور مع المجتمع التتري فيه، معتبرا أن ذلك سيحل الكثير من المشاكل في الإقليم، ومحذرا من أن رفض الحوار والتعامل مع التتار من موقع القوة في السلطة (كما حدث سابقا في 2007)، سيحدث هوة كبيرة بين التتار والحكومة.
وفي هذا الإطار أيضا قال علي حمزين إن التتار على استعداد لفتح صفحة جديدة بيضاء مع موهيلوف إن كان سيقف على مسافات واحدة من جميع أطرافه دون معاداة.
لكن حمزين شكك بأن يكون موهيلوف مستعدا لمصالحة التتار والتراجع عن مواقفه ضدهم، وكذلك إيجاد حلول لقضاياهم التي خلفتها مأساة التهجير، كاستعادة البيوت والأراضي والممتلكات التي صودرت منهم.
وأكد أن التتار مستعدون لجميع الخيارات التي سيعبرون من خلالها عن غضبهم في حال تعامل معهم بالعداء، ومنها التظاهرات الاحتجاجية.
أوكرانيا برس + الجزيرة نت
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022