احتضنت العاصمة الأوكرانية كييف مؤتمرا دوليا حول "دور القيم الدينية في تعزيز استقرار المجتمع ونشر ثقافة السلام ونبذ الكراهية"، من تنظيم المركز الأوكراني للتواصل والحوار، بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان وبرعاية وزارة الثقافة الاوكرانية وبمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين وعلماء الديانات السماوية الثلاث (الإسلامية والمسيحية واليهودية).
افتتح فعاليات المؤتمر، وزير الثقافة الاوكراني يفهين نيتشوك، الذي أكد خلال كلمته على أهمية مثل هذه الفعاليات في سياق التحديات التي تواجهها أوكرانيا اليوم، من خلال تعزيز المجتمع وتحقيق الاستقرار في الوضع الراهن، وأكد الوزير أن "أوكرانيا دولة روحية عالية ومتعددة الجنسيات، لذلك من المهم جدا بالنسبة لنا خلق فرص متساوية لجميع المواطنين من مختلف الديانات". وأضاف أن المجتمع الاوكراني يشهد اليوم نقصا في الحوار الفعال وأحيانا الناس ينفجرون دون التفكير في القيم الأساسية التي يتحدث عنها كل دين.
وعبر نيتشوك عن اقتناعه بأن هذا المؤتمر جاء في الوقت المناسب، لأنه ليس حوارا داخليا فحسب، بل اجتماعا يشمل دائرة أوسع بكثير من المهتمين.
وأكد وزير الثقافة الاوكراني أن العالم الحديث يواجه تحديات كبيرة، وعندما يتعلق الأمر بالتسامح الشديد والتسامح والتفاهم على أساس القيم الروحية، سيكون بالمكان الحفاظ على الاستقرار.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إن العلاقات بين قطر وأوكرانيا تشهد تطوُّرًا كبيرًا، خاصة في السنوات الأخيرة سياسيًّا واقتصاديًّا، بل إنها تخطت حدود العلاقات الدبلوماسية العادية بين الدول لتصل إلى توَحُّد الرؤى والمواقف حول القضايا الدولية، وإلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي، خاصةً في مجال الغاز والطاقة، وازدياد حجم التبادل التجاري بين البلدين، وقد كانت قطر من أوائل الدول الداعمة للموقف الأوكراني فيما يخص شبه جزيرة القرم، مضيفا ان هذا المءتمر هودليل آخر على التعاون بين البلدين.
وأضاف النعيمي أنَّ القيمَ الدينية والقيادات الدينية- قبل الحكومات- لها دورٌ كبير، بل الدور الأكبر في استقرار المجتمع ونشر ثقافة التعايش ونبذ الكراهية؛ بحكم التأثير الروحي والفكري والاحترام التي تحظى به تلك القيادات لدى مجتمعاتها؛ مؤكدا أن المهمة الأولى للدين هي تأصيلُ الوازعِ الأخلاقيِّ في النفوس، والتقاربُ مع الآخر.
المؤتمر الذي انعقد تحت رعاية إدارة الأديان والقوميات في وزارة الثقافة الأوكرانية أيضا، تداول 3 محاور أساسية، وهي دور القيم الدينية في نشر ثقافة التعايش ونبذ الكراهية، ومحور ثاني يتعلق بدور القيادات الدينية في تنشئة الأجيال على الحوار وقبول الأخر، فيما ركز المحور الأخير على دور الحكومات في توطيد العلاقات بين أتباع الديانات.
ووفقا للبيان الختامي الذي حصلت "أوكرانيا برس" على نسخة منه، خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات، وهي التأكيد على تعزيز دور القيم الدينية في المجتمعات، وبالأخص بين الشباب من خلال الفهم الصحيح للنصوص الدينيّة، وكذا ضرورة العمل الجاد والبحث المتواصل لمعرفة سبب وقوع الأفراد والمجتمعات في مستنقع الكراهية، والتصدي له، وإيجاد حلول دائمة لمواجهتها، بترسيخ القيم الدينية التي يجتمع عليها كلٌّ من المسلمين والمسيحيين واليهود، لبناء عالَمٍ مُسالِمٍ متحضر، كما ادان المؤتمر كل خطابات الكراهية والتعصب التي تؤدي إلى العنف، وضرورة التصدي لكافة صورها وأشكالها.
وأكد على الدور الكبير والمؤثر للقيادات الدينية في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي من خلال نشر ذلك بين أتباعهم من مختلف الأديان ، مع ضرورة الدعم والتضامن مع المجتمعات والأفراد وكل من يتعرض للاضطهاد والكراهية من أي طرف من الأطراف، كما تمت الدعوة إلى مراجعة وتطوير المناهج التعليمية؛ لرفع كل ما يحض على الكراهية، والتأكيد على زرع قيم التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع الإنساني.
وتبنى المؤتمر مبادرة كييف لحماية الحريات الدينية وتعزيز حقوق الإنسان ضمن مقترح النائب فيكتر يلينسكي رئيس لجنة الأديان في البرلمان الأوكراني.
أوكرانيا برس - قناة "UATV"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022