العام 2015 شهد تحولات وأحداث كثيرة طرأت على أوكرانيا والأزمة الأوكرانية، وخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي، وكذلك مجال المواجهات العسكرية مع انفصاليي الشرق الموالين لروسيا، إضافة إلى مجال التقارب مع أوروبا، والبعد عن روسيا.
المجال السياسي
في 31 آب/ أغسطس، أقر البرلمان الأوكراني قانونا لتعزيز صلاحيات المناطق بعدا عن مركزية العاصمة كييف، وقانون "الوضع الخاص" بإقليم الدونباس الذي يسيطر عليه الانفصاليون شرق البلاد، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة خارج أروقته، قتل إثرها 4 من رجال الشرطة، وجرح 140.
وفي أواسط تشرين الأول/أكتوبر، أجرت انتخابات محلية أظهرت أن الموالين للغرب عاجزون عن كسب تأييد سكان كل مناطق البلاد كما أرادوا، كمنطقة أوديسا جنوبا، التي شهدت حراكا انفصاليا قمع في 2014.
أبرز الأحدث التي تعبر عن هذا الشقاق جاءت في 11 كانون الأول/ديسمبر، حيث اقترب نائب عن كتلة الرئيس بيترو بوروشينكو من رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك أثناء خطاب له في البرلمان، فأهداه باقة ورد، ثم أمسكه من "المنطقة الحساسة" محاولا قلبه وضربه، قبل أن يشتعل عراك بين النواب، ويفصل النائب المعتدي لاحقا.
ومن أبرز الأحداث وآخرها مواجهة كلامية لاذعة بين وزير الداخلية أرسين أفاكوف ومحافظ منطقة أوديسا ورئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي، سبوا فيها بعضهم أمام الرئيس بوروشينكو في جلسة للجنة "مكافحة الفساد" بثت على الهواء مباشرة، ورمى أفاكوف ساكاشفيلي بكأس ماء، بعد أن اتهمه بزعامة "الفساد".
المجال الاقتصادي
العام 2015 شهد إفلاس نحو 9 بنوك، كانت ضمن قائمة تضم عشرات البنوك المتعثرة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وبسبب الأزمة أيضا، بلغت نسب التضخم مع نهاية العام 45%، في حين تراجع مستوى دخل الفرد وسطيا إلى نحو 150 دولارا، بعد تجاوز 300 دولار في 2013.
وبالمقارنة مع إحصائيات ما قبل بداية الأزمة في 2013، تراجعت صادرات أوكرانيا إلى 69.2%، كما تراجعات وارداتها بنسبة 67.7%.
فيرونيكا موفتشان الخبيرة في مركز الدراسات الاقتصادية بالعاصمة كييف، قالت للجزيرة نت: "العام 2015 هو عام "الاقتصاد السيء المستقر"، لأن الاستقرار النسبي لأسعار الصرف أعاد الطمأنينة إلى الناس والبنوك، في حين كان العام الماضي كارثيا، هربت فيه الأموال وشلت البنوك".
المواجهات العسكرية
مع بداية العام، حاول الانفصاليون الموالون لروسيا، فسيطروا على منطقة ديبالتسيفو الاستراتيجية غرب دونيتسك معقلهم الرئيس، وفشلوا بالسيطرة على مدينة ماريوبل جنوب شرق أوكرانيا.
مواجهات عنيفة اندلعت خلال شهري يناير/كانون الثاني وشباط/فبراير بين القوات الأوكرانية والانفصاليين (والروس بحسب مسؤولين)، أحكم خلالها الانفصاليون السيطرة على مطار دونيتسك.
واستمرت المناوشات بين الطرفين حتى بداية شهر أيلول/سبتمبر، حيث توصلت مجموعة الاتصال التي تضم روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا والانفصاليين، توصلت إلى هدنة خفت بعدها المواجهات بشكل ملحوظ، ثم في 23 كانون الأول/ديسمبر توصلت إلى هدنة أخرى لوقف كل العمليات القتالية خلال أعياد رأس السنة الميلادية"
خلال العام 2015، ارتفعت أعداد ضحايا المواجهات إلى أكثر من 9 آلاف قتيل بحسب تقارير للأمم المتحدة، وارتفعت أعداد النازحين الرسمية داخل أوكرانيا إلى أكثر من مليون نسمة".
خطى أوروبية
ختام العام 2015 جاء باتفاقيات لافتة، قامت لأجلها احتجاجات الموالين للغرب، فقد أعلن الاتحاد الأوروبي بداية شهر ديسمبر أن التجارة الحرة مع أوكرانيا ستبدأ مطلع الشهر المقبل.
وفي 18 ديسمبر أيضا، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها وافقت على إلغاء نظام التأشيرة المفوضة على الأوكرانيين لدخول أراضيها، وسيتم تعديل دستور الاتحاد ليدخل هذا الإلغاء حيز التنفيذ في ربيع العام المقبل.
روسيا والقرم
العقوبات المتبادلة بين أوكرانيا من جهة، وروسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها في مارس2014، استمرت خلال العام 2015، ولكن أبرزها جاء في الربع الأخير من العام المنتهي.
أوكرانيا قطعت الكهرباء على القرم في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، فردت روسيا بقطع إمدادات الفحم الحجري، ثم أعادت الأولى الكهرباء أوائل شهر ديسمبر، فاستأنفت إمدادات الفحم.
ومن أبرز العقوبات المتبادلة خلال نوفمبر ةديسمبر، حظر الأجواء الأوكرانية أمام الطيران الروسي، وفرض حظر غذائي متبادل، ثم إعلان روسيا أنها أوقفت العمل بنظام التجارة الحرة مع أوكرانيا، ردا على قرار "التجارة الحرة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022