توجه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو الخميس للولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه رئاسة البلاد.
و قد إلتقى بوروشينكو نظيره الرئيس الأمريكي باراك أوباما و تباحثا معاً الأزمة الأوكرانية، كما و تحدث بوروشينكو امام الكونغرس الاميركي مخاطباً أعضاءه الذين إستقبلوه بحفاوة كبيرة.
هذا وطلب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي اليوم الخميس أن تمنح الولايات المتحدة بلاده "وضعا أمنيا ودفاعيا خاصا" كدولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي، وذلك لمساعدتها في التصدي لروسيا.
وقال بوروشنكو "أحض الولايات المتحدة بقوة على أن تمنح أوكرانيا وضعا أمنيا ودفاعيا خاصا يجسد أعلى مستوى من التفاعل" مع الغرب في مواجهة روسيا.
كما ندد الرئيس الأوكراني في خطابه بضم شبه جزيرة القرم الى روسيا، معتبرا ذلك أحد أكبر أعمال "الغدر" في التاريخ المعاصر، معتبرا أنه يجب أن تسحب روسيا جميع قواتها من القرم.
واعتبر الرئيس الأوكراني انه اذا لم يتم وقف تحركات روسيا فإنها ستشكل تهديدا "للأمن العالمي".
وفي معرض حديثه عن التهديد الذي تشكله الحروب بالوكالة والإرهاب والحركات المتطرفة قال بوروشنكو "إذا لم يتم وقفهم الآن فسيعبرون الحدود الأوروبية وينتشرون في مختلف أنحاء العالم".
من جانب آخر أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس عن تحرير 46 مليون دولار من المساعدات لتجهيز وتدريب القوات الأمنية الأوكرانية وذلك قبل اللقاء المرتقب بين بوروشينكو والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقال مسؤولون ان هدف هذه المساعدة الجديدة التي يصل بموجبها اجمالي المساعدات الأمريكية الى أوكرانيا لضمان الأمن الى 116 مليون دولار، هو مساعدة البلاد على مراقبة وضمان امن حدودها ومساعدة الجيش على التحرك بشكل اكثر فاعلية.
وهذه المساعدة التي تستثني تقديم أية أسلحة، تشمل بشكل خاص إرسال تجهيزات اتصالات ورادارات وسترات واقية من الرصاص وخوذات أو حتى بزات عسكرية.
وكانت قد اتهمت أوكرانيا الخميس روسيا بحشد نحو أربعة آلاف جندي على طول "حدودها الإدارية" مع شبه جزيرة القرم وذلك قبل ساعات من لقاء مرتقب في واشنطن بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الأوكراني بترو بوروشينكو.
وتأتي هذه الخطوة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في آذار/ مارس ياتي بعد تصريحات ايجابية من موسكو التي قدمت دعمها لأول عروض سياسية ملموسة طرحها الرئيس الأوكراني في محاولة لتسوية النزاع في المناطق الانفصالية شرق اوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندري ليسنكو "تفيد معلوماتنا أن جميع الوحدات العسكرية الروسية تقريبا في القسم الشمالي من القرم المحتلة، أي نحو أربعة آلاف جندي، تم حشدها على الحدود الإدارية مع أوكرانيا بكامل معداتها وذخائرها".
وتابع ان "هذه الوحدات وزعت على شكل مجموعات تكتيكية صغيرة" على طول الحدود الإدارية الممتدة لمسافة مئة كلم.
وصدرت هذه التصريحات بعد يومين على إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إعادة نشر القوات العسكرية الروسية في القرم مبررا ذلك "الى حد كبير بتوسيع المنطقة العسكرية (جنوب روسيا) بعد ضم القرم".
وأشار الوزير أيضا الى تفاقم الأزمة في أوكرانيا وزيادة القوات الأجنبية قرب الحدود الروسية، في إشارة الى المناورات العسكرية الجارية منذ الاثنين في غرب أوكرانيا بمشاركة 15 بلدا بينها الولايات المتحدة.
وأعربت وزارة الخارجية الأوكرانية عن "قلقها" الكبير اثر هذا التصريح متهمة روسيا بالسعي "لزعزعة استقرار الوضع في المنطقة برمتها".
ووفق تصريحات الحلف الأطلسي، ما زال هناك ألف جندي روسي ينتشرون في شرق أوكرانيا في حين يحتشد عشرون ألفا آخرين على طول الحدود الروسية الأوكرانية.
من جانبه قال باراك أوباما إن الولايات المتحدة سوف تستمر في حشد جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا.
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022