محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
تعود الأوكرانيون على وجود مياه ساخنة في بيوتهم، لا تنقطع إمداداتها إلا نادرا في المدن، وعلى تدفئة مركزية تقيهم برد الشتاء القارس، لكنهم اليوم يلجؤون إلى البدائل، ويستعدون لبرد شتاء "بلا تدفئة" كما يتوقعون، في ظل أزمة ألقت بظلالها على معظم مجالات حياتهم.
السلطات عمدت إلى قطع إمدادات المياه الساخنة كليا أو جزئيا، ولمحت إلى أن حجم الإنفاق على التدفئة شتاء سينخفض، بعد أن رفعت روسيا أسعار الغاز المصدر إلى نحو 500 دولار عن كل ألف متر مكعب تصدر إلى أوكرانيا.
وتشترط روسيا على كييف دفع أسعار الغاز مسبقا، متهمة إياها بعدم سداد ديون مستحقة تتجاوز 11 مليارا، لكنها الأخيرة لا تعترف بهذه الديون، ولا تخفي عجزا عن دفع "أسعار باهظة مسيسة" للغاز الروسي، كما يؤكد مسؤولون .
ولسداد العجز وتوفير الاستهلاك، عمدت السلطات إلى رفع أسعار الغاز على السكان بواقع 73%، ورفع أسعار إمدادات المياه الباردة والساخنة بنسب تترواح بين 100-300%، مع توقعات بأن ترتفع أسعار التدفئة أيضا.
وقال يوري كولبوشكين عضو مجلس إدارة شركة "نفتوغاز" الحكومية الأوكرانية، قال إن الدولة تمر بظروف طارئة، لكنها لن تسمح بضرر السكان، مشيرا إلى أنها قد تلجأ لخفض درجات التدفئة الواصلة إلى المباني، وتحديد ساعات لإمدادات المياه الساخنة.
حيرة السكان
الإجراءات الحكومية والظروف الاقتصادية الراهنة لا تقنع الكثيرين، وباتت محل حديث وهواجس بالنسبة لهم في أوكرانيا، التي لا يتجاوز الحد الأدنى للدخل فيها مئة دولار، ويبلغ معدل دخل الفرد فيها وسطيا 300 دولار فقط.
أندريه يقف محتارا في أحد المجمعات التجارية بالعاصمة كييف، فعليه شراء سخان ماء لأسرته، لكنها نفدت سريعا من معظم المحلات بسبب انقطاع المياه الساخنة، وكذلك الحال في أقسام بيع المدافئ، التي تشهد إقبالا كبيرا رغم أن الفصل صيف، والطقس حار.
يقول أندريه: :الأزمة قلبت حياتنا. أنا أستطيع شراء سخان ودفع الفواتير، ولكني لا أعرف كيف سيتمكن الفقراء والمتقاعدون من دفع قيمة فواتير قد تزيد عن قيمة رواتبهم".
بدائل الدولة
ويرى مراقبون أن الدولة مضطرة لاتخاذ قرارات صعبة، لكنها مطالبة بالبحث عن بدائل تخفض الاعتماد على روسيا والغاز الروسي.
فيرونيكا موفتشان رئيسة مركز الدراسات الاقتصادية في العاصمة كييف، قالت إن أوكرانيا تحولت لاستيراد الغاز الروسي جزئيا من مصادر أوروبية، لأن سعره لن يتجاوز 380 دولارا من أوروبا.
لكنها لفتت إلى أن الحاجة الأوكرانية تزيد عن 50 مليار متر مكعب سنويا، ولكن تستطيع البلاد استيراد أكثر من 30% من حاجتها بالاعتماد على أوروبا.
وأضافت أن الحكومة مطالبة بالبحث عن بدائل للطاقة الروسية، وأعتقد أن أوكرانيا والغرب معنيون معا بهذا الأمر سريعا، لوضع حد لروسيا التي تستخدم الغاز كسلاح ووسيلة ضغط، وقد تقطعه، وكذلك لضمان أمن الطاقة وتنوع مصادرها، خاصة قبل حلول فصل الشتاء المقبل.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022