محمد صفوان جولاق – رئيس التحرير
شاء القدر للسيدة إلفيرا أن تقضي رمضان العام الجاري في مركز بضواحي العاصمة كييف خصص للنازحين من جنوب وشرق أوكرانيا، شأنها شأن عشرات الأسر التترية التي رحلت رافضة العيش تحت "الاحتلال الروسي" لإقليم شبه جزيرة القرم، كما يصفونه.
وتتحدث إلفيرا بحرقة عن رمضان، فتقول إن أكثر ما يؤلمها غياب أجوائه وعاداته عنها وعن أطفالها الثلاثة، فلا زيارات ولا إفطارات جماعية أسرية، ولا مسجد قريب لصلاة قيام.
وتضيف: "نحن في غربة على أرضنا، نريد العودة إلى القرم لتعود حياتنا إلى طبيعتها، لكننا نتمنى أن يعود سريعا إلى أوكرانيا، فروسيا ستضطهدنا عاجلا أم آجلا"، على حد قولها.
صعوبات
وما إلفيرا إلا نموذج لما يعانيه مسلمو أوكرانيا من صعوبات في هذا الشهر الفضيل وفي ظل الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ شهور، وخاصة في مدن وقرى شرق أوكرانيا الآن، حيث المواجهات المسلحة بين القوات الأوكرانية والمسلحين الانفصاليين.
وحول هذه الصعوبات تحدث سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة"، فقال: "بسبب الأوضاع الأمنية، ألغيت الكثير من البرامج الرمضانية في المراكز الإسلامية ومساجد مدن وقرى منطقتي دونيتسك ولوهانسك، لأن بعض أحيائها تحولت إلى مواقع تمركز للانفصاليين، وقطعت أوصالها بحواجز التفتيش".
وأشار إسماعيلوف إلى أن مسلمي القرم جنوبا يعانون من غلاء الأسعار وشح بعض المواد الغذائية التي انقطعت بعد ضم القرم، وكذلك من فارق التوقيت، بعد أن صار العمل بتوقيت موسكو، حيث تقام صلاة التراويح بعد منتصف الليل مثلا، ناهيك عن خوف الكثيرين بعد اقتحام مركز ديني والاعتداء على أحد المساجد مؤخرا.
شعار رمضان
واللافت في ظل ما سبق شعار رفعته كبريات المؤسسات الإسلامية في رمضان أوكرانيا، لـ"الوحدة والسلام"، وبرامج ونشاطات عديدة نظمت في المناطق الآمنة لتحقيقه.
رسيم درويشوف ممثل الإدارة الدينية لمسلمي القرم في العاصمة كييف، قال: "إننا نشعر بالألم النفسي الذي يعاني منه مسلمو القرم وشرق أوكرانيا، ونستثمر رمضان للتأكيد على وحدتنا رغم بعد المسافات واختلاف الأوضاع، سائلين الله أن يعود الأمن والسلام والاستقرار قريبا إلى جميع مناطق أوكرانيا.
وعن برامج ونشاطات "الوحدة والسلام" تحدث د. باسل مرعي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، فقال إنها تشمل زيارات ومساعدات لمراكز نزوح المسلمين وغيرهم، وتواصلا مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للتعريف بما يعانونه خلال الشهر والتعاون، وكذلك دعوات وابتهالات دائمة لهم ولأوكرانيا وللعالم الإسلامي.
يذكر أن تعداد مسلمي أوكرانيا يقدر بنحو 2 مليون نسمة من أصل نحو 45 مليونا، ويبلغ تعداد تتار القرم نحو 500 ألف نسمة، بينما يشكل تتار كازان شرقا نحو 100 ألف نسمة، أما الباقون فخليط من عدة أعراق وقوميات مسلمة عاشت واستقرت في أوكرانيا.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022