اشتبك محتجون مع قوات الأمن في العاصمة الأوكرانية كييف يوم الأمس الأحد، بعد إصدار قانون صارم ضد المظاهرات، تقول المعارضة إنه يمهد الطريق لعودة "الدولة البوليسية".
وهاجمت مجموعة من المتظاهرين الملثمين رجال الشرطة بالهراوات، وأحرقوا حافلة استخدمتها الشرطة لإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى مبنى البرلمان، بعد أن دعا ساسة معارضون الناس إلى تجاهل القانون الجديد.
ورغم مناشدات من زعماء المعارضة بعدم اللجوء إلى العنف، وتدخل شخصي من قبل زعيم حزب الضربة "أودار" المعارض فيتالي كليتشكو، واصل المحتجون رشق رجال الشرطة بقنابل الدخان والألعاب النارية ومقذوفات أخرى.
والتزمت الشرطة على ما يبدو بضبط النفس. وقالت وزارة الداخلية إن 49 من رجالها أصيبوا، ونقل عشرة منهم إلى المستشفى، بينهم أربعة في حالة خطيرة.
وقالت متحدثة باسم كليتشكو في تعليق مقتضب على حسابها في "تويتر" إن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وافق على لقاء كليتشكو فورا في القصر الرئاسي خارج كييف، رغم أن مكتب يانوكوفيتش لم يؤكد بعد عقد هذا اللقاء.
وفي وقت لاحق قال كليتشكو في تعليق على حسابه في "تويتر" إن الرئيس وافق على تشكيل لجنة يوم الاثنين لتسوية الأزمة السياسية.
وقال شهود إنه مع حلول الليل واستمرار التوتر استخدمت الشرطة مدافع المياه ضد المتظاهرين الذين تجمعوا قرب مبنى البرلمان ومقر الحكومية الخاضع لحراسة مشددة.
قلق وتهديد أمريكي
وفي وقت سابق وغير بعيد عن موقع الاشتباكات، احتشد عشرات الآلاف في ميدان الاستقلال وسط العاصمة كييف، في تحد لقوانين جديدة تحظر المظاهرات، نددت بها واشنطن وعواصم غربية أخرى، ووصفتها بأنها "غير ديمقراطية".
وفي واشنطن قال البيت الأبيض إنه يشعر "بقلق عميق" بسبب العنف الذي وقع يوم الأحد في كييف، وحث الطرفين على "عدم التصعيد".
وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان إن "تزايد التوتر في أوكرانيا هو إحدى النتائج المباشرة لإخفاق الحكومة في الاعتراف بالشكاوى المشروعة لشعبها. وقد تحركت بدلا من ذلك لإضعاف أسس الديمقراطية الأوكرانية، من خلال تجريم الاحتجاج السلمي، وتجريد المجتمع المدني والمعارضين السياسيين من الحماية الديمقراطية وفق القانون".
ودعت هايدن الحكومة الأوكرانية إلى إلغاء "القانون المنافي للديمقراطية"، وسحب شرطة مكافحة الشغب من وسط كييف، وبدء حوار مع المعارضة.
وفيما يلي مقاطع فيديو تظهر هجوم المحتجين على قوى الأمن، وجانبا من الاشتباكات بين الطرفين:
أوكرانيا برس - وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022