لم يمنعها حزنها لغياب زوجها عنها وعن أطفالها الستة من أن تذكر لوسائل الإعلام في مؤتمر صحفي اليوم "نكتة" تترد، تقول إن الإسرائيلي يفضل الزواج بالروسية أو الأوكرانية لأنها لا تمرض، وعندما قيل له إنها تمرض قال: "إذا مرضت فلا أسف عليها".
فلم تجد فيرونيكا أبو سيسي (زوجة المهندس ضرار أبو سيسي مدير محطة كهرباء قطاع غزة، الذي اختطفه "الموساد" الإسرائيلي من أوكرانيا في التاسع عشر من شهر فبراير الماضي) أفضل من هذه النكتة لتعبر عن مدى احتقار الإسرائيليين لغيرهم، وعدم اكتراثهم بسيادة وكرامات الدول والشعوب الأخرى، وفق ما قالته.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد اعترف بخطف ضرار من أوكرانيا الشهر الماضي واعتقاله في أحد سجونه، دون بيان أسباب الخطف والاعتقال، أو توجيه تهم ضده.
انتهاك سيادة
ورغم تأكيد متحدث باسم جهاز الأمن القومي الأوكراني (المخابرات) أن الجهاز لم يقدم مساعداته لنظيره الإسرائيلي "الموساد" في عملية الخطف، إلا أن تساؤلات طرحت حول صلاحيات الأخير في أوكرانيا، وقوة السيادة الأوكرانية على أراضيها.
وردا على سؤال مركز الرائد الإعلامي حول نتائج الاختطاف على صورة أوكرانيا وحقوق الأجانب فيها، سواء كانت تعلم أو لا تعلم مسبقا بعملية الاختطاف، قال أندريه كيريينكو محامي الزوجة إن أول بند في دستور البلاد يشدد على سيادة الدولة، وعدم السماح لأي جهة خارجية بأي نشاط على أراضيها دون علم.
وأضاف أن على الوزارات والأجهزة الأمنية المعنية في أوكرانيا التحرك في القضية وصولا إلى حل لها، والحل هو كشف ملابسات الاختطاف، وإعادة المواطن الأجنبي ضرار أبو سيسي إلى أوكرانيا، خاصة وأنه كان يتواجد بصورة قانونية فيها.
ضعف وتقصير
وبالإضافة إلى اتهامها السابق أجهزة الأمن الأوكرانية بالتواطؤ لتسهيل اختطاف زوجها، اتهمت فيرونيكا أبو سيسي اليوم جمعية الأمم المتحدة والسفارة الفلسطينية في العاصمة كييف بالضعف والتقصير.
وردا على سؤال مركز الرائد الإعلامي حول دوافع هذه الاتهامات قالت إن انتشار الفساد في أوكرانيا يدفع أي عاقل لاتهام أجهزة الأمن أو شخصيات فيها، الذين ربما تلقوا أموالا للمساعدة رغم ممانعة القانون، وإلا فلم لم تتفاعل الأجهزة مع القضية في أيامها الأولى وعتمت عليها.
وقالت أيضا إن السفارة الفلسطينية نصحتها بعدم التسرع باتهام إسرائيل مسبقا، وانتظار نتائج تحقيق الأجهزة الأمنية الأوكرانية، مضيفة أنها تعلم أن السلطة الفلسطينية تنتظر دائما نتائج تفاعل الغير أولا، من دول ومنظمات وغيرها.
أما فيما يتعلق بجمعية الأمم المتحدة فقالت إن فرعها في كييف أكد لها بعد أيام من الاختطاف أن زوجها في إسرائيل، لكنه لم يتمكن من تزويدها بأية معلومات أخرى، وأصبح يتجاهلها ويتجاهل قضيتها عمدا.
وجددت عزمها شكوى أجهزة أمن بلادها والموساد إلى المحكمة الأوروبية لمحاسبة الضالعين بعملية الخطف، ومناشدتها منظمات حقوق الإنسان الأوروبية مساعدتها، لأنها باتت بين نار القصف على غزة حيث بقي أولادها، ونار الشوق لمعرفة مصير زوجها والإفراج عنه.
مركز الرائد الإعلامي
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022