أزمة أوكرانيا بعيدة عن نهايتها وبعض دروسها تجلى الآن

نسخة للطباعة2022.02.16

الأمل في إمكانية الهروب الدبلوماسي من الحرب في أوكرانيا يحتضر، لكنه لم يمت بعد، مشيرة إلى مقطع فيديو نشرته موسكو لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يخبر فيه الرئيس فلاديمير بوتين أن الدبلوماسية "لم تستنفد".

وسواء وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طريقة لحفظ ماء الوجه والتراجع أو، كما يبدو على الأرجح، أمر بالهجوم العسكري الدموي الذي حذرت منه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فإن الصحيفة ترى أن هذه الأزمة قد علّمت بالفعل الولايات المتحدة وحلفاؤها حول العالم دروسا أكيدة، وليس من السابق لأوانه الاعتراف بها والاستعداد للإجراءات المناسبة.

أما الدرس الرئيسي فهو أن بقاء الديمقراطية مرتبط بالجغرافيا السياسية بسبب الحقيقة البسيطة التي أُثبتت مرارا وتكرارا في القرن الـ20، وهي أن المبادئ الديمقراطية لا تزدهر في الفراغ، ويجب إضفاء الطابع المؤسسي عليها في حيز إقليمي آمن.

بقاء الديمقراطية مرتبط بالجغرافيا السياسية بسبب الحقيقة البسيطة التي أُثبتت مرارا وتكرارا في القرن الـ20، وهي أن المبادئ الديمقراطية لا تزدهر في الفراغ، ويجب إضفاء الطابع المؤسسي عليها في حيز إقليمي آمن

ورأت أن هذا هو الجواب لأولئك الذين يسألون عن مصلحة الولايات المتحدة في أوكرانيا، فمصلحتها تكمن في منع استيلاء قسري ومناهض للديمقراطية على تلك المساحة الكبيرة من الأراضي وسكانها. وبالتالي وضع سابقة لترهيب الآخرين أو احتلال أراض أخرى.

الديمقراطية تبدأ من الداخل، وتحتاج الديمقراطية الأميركية إلى الإصلاح الداخلي والتعزيز. ومع ذلك فإن المطلوب أيضا هو وجود كتلة حرجة من الدول المتماثلة التفكير، فقد استسلم الكثيرون بالفعل للانحلال الداخلي أو الضغط الخارجي.

التحالف الأطلسي، المدعوم من شركاء جدد في منطقة المحيطين الهندي والهادي، يظل ضروريا ومناسبا في القرن الـ21، إذ يتذمر بوتين بأنه يجب أن يوجه تهديدات عسكرية لمواجهة توسع منظمة حلف شمال الأطلسي.

هذا الأمر دعاية، في الغالب، لتبرير انبثاق الإمبراطورية الروسية الجديدة، القائمة على الأيديولوجية المناهضة للديمقراطية التي كان يسعى إلى تحقيقها لسنوات، مشيرة إلى أن أفضل رد على ذلك هو تماسك التحالف.

بوتين علّم العالم أن القوة الغاشمة وما ينتج عنها من سيطرة بالإكراه، لا تزال مهمة. والحقيقة أنه يرى أنها هي كل شيء. 

ومع ذلك فهو مخطئ في تصوره، وهو ما يجب أن تثبته السياسة الخارجية الأميركية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

صحيفة "واشنطن بوست" - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022