قال البيت الأبيض الاثنين إن الإدارة الأميركية تتواصل مع الدول المنتجة للغاز بهدف توفير الإمدادات لأوروبا، وذلك على وقع المخاوف المتصاعدة من اجتياح روسي وشيك لأوكرانيا، وبينما ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين لأعلى مستوياتها منذ أكثر من 7 سنوات تهاوت الأسواق العالمية بشدة.
وجاء إعلان البيت الأبيض الأخير ليكرر ما أعلنته واشنطن على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية بخصوص المخاوف من تأثر إمدادات الغاز إلى أوروبا إذا وقع الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، إذ تحصل أوروبا على أكثر من 40% من غازها الطبيعي من روسيا، ونحو ثلث الغاز الروسي المتدفق إلى أوروبا يمرّ عبر أوكرانيا.
وقبل نحو أسبوعين قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين أوروبيين طلبوا مساعدة الولايات المتحدة في تأمين إمدادات بديلة للغاز الروسي، وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أوروبيين في قطاع الطاقة تدفقوا على مورّدي الغاز في كل من أذربيجان وقطر، لتأمين تلك الإمدادات.
وذكرت "وول ستريت جورنال" حينها أن أكثر من 20 حاملة غاز في طريقها من الولايات المتحدة إلى أوروبا، في حين يتوقع أن تتبعها 33 حاملة أخرى، وفق موقع شركة "فورتيكسا" المتخصصة في الشؤون النفطية.
وفي الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، العمل على تأمين كميات إضافية من الغاز الطبيعي لأوروبا لمواجهة أي عواقب إذا هاجمت روسيا أوكرانيا.
وسبق أن كشفت وسائل إعلام غربية قبل أسابيع عن محادثات أميركية مع قطر ودول أخرى لتأمين إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وفي وقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء، نقلت رويترز عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قوله إن حكومة بلاده تعرض على أوكرانيا قرضا بقيمة نحو مليار دولار لدعم اقتصادها.
تهاوي الأسواق
في غضون ذلك تهاوت الأسواق المالية العالمية يوم الاثنين بشدة على وقع الأنباء المتسارعة عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا. وسجلت الأسواق الأوروبية تراجعات قوية، وكان التراجع أشدّ حدّة في بورصة موسكو.
وقادت أسهم قطاعات السفر والبنوك الانخفاض وسط مخاوف المستثمرين من المخاطر الجيوسياسية، عقب تحذيرات من أن روسيا ربما تقدم على غزو أوكرانيا في أي وقت.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.8% مسجلا أدنى مستوياته خلال يوم منذ 24 يناير/ كانون الثاني، كما تراجعت جميع المؤشرات الفرعية الرئيسية.
وقادت أسهم البنوك الانخفاض، إذ تراجعت 3.3% بعد انخفاض عائدات السندات السيادية في جميع أنحاء منطقة اليورو مع اندفاع المستثمرين نحو ملاذات آمنة بسبب التوتر بين موسكو وكييف.
وانخفضت أسهم بعض البنوك الأوروبية المنكشفة على روسيا، ومنها ريفيسن بنك إنترناشونال ويونيكريدت وسوسيته جنرال، بنسب تراوحت بين 4.2% و6.1%.
كما تضررت أسهم شركات الطيران بشدة، إذ انخفضت أسهم ويز إير وآي.إيه.جي، المالكة للخطوط الجوية البريطانية (بريتش إيروايز)، ولوفتهانزا الألمانية وإير فرانس ما بين 3.3% و6.3%.
وقبل أن تفتح البورصات الأوروبية كانت الأسواق الآسيوية قد بدأت هذا المنحى الانحداري.
كما أغلق المؤشر ستاندرد آند بورز-500 على اليوم الاثنين بعد أن كان قد تعافى جزئيا من عمليات بيع حادة بعد الظهر، في الوقت الذي أدت فيه خطط الولايات المتحدة لإغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف إلى توتر جيوسياسي محتدم.
وتراجعت جميع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة تراجعا حادا، بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نقل العمليات الدبلوماسية الأميركية إلى غرب أوكرانيا، في إشارة محتملة إلى غزو روسي وشيك.
ووفقا لبيانات غير نهائية، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 172.28 نقطة أو 0.5% إلى 34565.78 نقطة، أما المؤشر ستاندرد آند بورز-500 فقد خسر 17.09 نقطة أو 0.39% إلى 4401.55 نقطة.
وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 0.24 نقطة إلى 13790.92.
ارتفاع النفط
ومقابل تهاوي الأسواق العالمية ارتفعت أسعار النفط الاثنين أكثر من 2% إلى أعلى مستوياتها منذ ما يزيد على 7 سنوات، إذ توقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تغزو روسيا بلاده يوم الأربعاء.
وروسيا واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، ودفعت المخاوف من أنها قد تغزو أوكرانيا بأسعار النفط إلى أن تقفز قرب 100 دولار للبرميل.
وعلى إثر ذلك، صعدت العقود الآجلة لخام برنت 2.04 دولار ما يوازي 2.16%، لتبلغ عند التسوية 96.48 دولارا للبرميل.
وقفزت كذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 2.36 دولار أو 2.53%، لتبلغ عند التسوية 95.46 دولارا للبرميل.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022