بعد تصريحات بوتين حول أوكرانيا.. واشنطن مستعدة لحوار دبلوماسي مع موسكو

نسخة للطباعة2021.12.24

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الخميس، أن الولايات المتحدة مستعدة "لبدء حوار دبلوماسي" مع روسيا، وذلك في أول رد فعل على المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد فيه رغبته في تجنب الصراع بأوكرانيا.

وأضاف المسؤول أن البيت الأبيض مستعد للتفاوض بشكل ثنائي أو متعدد من خلال "عدة قنوات"، اعتبارا من بداية يناير/كانون الثاني المقبل، بشروط، موضحا أنه لم يتم تحديد موعد الاجتماع الأول ومكانه.

وأكد أن "ثمة نقاطا أثارتها روسيا ونرى أننا نستطيع مناقشتها، (مقابل) نقاط أخرى يعلم (الروس) أننا لن نقبل بها ألبتة".

وشدد على "وجوب أن يقوم أي حوار على مبدأ المعاملة بالمثل، أي أن تطرح مخاوفنا أيضا على الطاولة".

وقال المصدر نفسه "نواصل من كثب متابعة التحركات المقلقة للقوات الروسية وعمليات الانتشار على الحدود مع أوكرانيا".

وأكد أن الولايات المتحدة وحلفائها يستعدون في الوقت نفسه لفرض "عقوبات شديدة" في حال هاجمت موسكو أوكرانيا.

تجنب الصراع

وقبل ذلك كان الرئيس الروسي بوتين، قد أكد الخميس مجددا رغبته في تجنب الصراع بأوكرانيا، داعيا الغرب إلى رد فوري على مطالبه بالحصول على ضمانات أمنية.

وقال بوتين -في مؤتمره الصحفي السنوي- "هذا ليس خيارنا المفضل. لا نرغب في حدوث ذلك"، في إشارة لاحتمال اندلاع حرب في أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن روسيا تلقت ردا إيجابيا بصفة عامة بشأن المقترحات الأمنية التي قدمتها للولايات المتحدة هذا الشهر، وأن المفاوضات ستبدأ في بداية السنة المقبلة بجنيف.

وتابع الرئيس الروسي "آمل أن يمضي الوضع قدما على هذا النحو".

وارتفعت نبرة صوت بوتين عندما أشار إلى قيام حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) -بما وصفه- بخداع روسيا بموجات متتالية من التوسع منذ الحرب الباردة. وقال إن موسكو تحتاج إلى رد فوري بهذا الشأن.

وأضاف بوتين "يتعين عليكم منحنا ضمانات وفورا.. الآن".

وسبق أن قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده قدمت للولايات المتحدة مقترحاتها بشأن توقيت بدء المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية، وفي انتظار رد واشنطن.

يأتي ذلك بينما، جدد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي تأكيد دعمهما لأوكرانيا المهددة نتيجة حشد روسيا قوات عسكرية على حدودها.

وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، جدد المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعوته موسكو إلى "وقف التصعيد" واحترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وجاء في بيان صدر مساء الخميس في بروكسل أن بوريل "شدد على أن أي عدوان عسكري جديد على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة وتكاليف باهظة".

اتصالات ونقاشات

من جهته، أجرى الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ اتصالات هاتفية حول ملف أوكرانيا مع وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ومع وزير الدفاع البريطاني بن والاس.

وأفاد ستولتنبرغ عبر تويتر بأنه ناقش معهم تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على أمن الحلفاء.

وأضاف "سنفعل ما هو ضروري لضمان الأمن والدفاع لجميع حلفاء الناتو، مع البقاء منفتحين على الحوار" مع روسيا.

وأوردت واشنطن أن ستولتنبرغ وبلينكن أكدا أن الناتو "مستعد لإجراء حوار بنّاء" مع موسكو.

وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر شديد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، مع سعي أوكرانيا ودول أخرى في منطقة البلطيق للانضمام إلى الحلف.

تدريبات ومناورات

وبالرغم من أجواء التفاؤل التي أعقبت تأكيد موسكو قرب بدء المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية، وكذلك إبداء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للقاء بوتين، فإن كلا من روسيا وأوكرانيا أطلقت تدريبات ومناورات منفصلة.

ففي أوكرانيا، انطلقت تدريبات بذخائر أميركية الصنع في المنطقة الانفصالية شرقي البلاد، استخدم خلالها لأول مرة صاروخ "جافلين" الأميركي المضاد للدبابات.

وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن هناك أكثر من 200 ألف جندي روسي قرب حدود بلاده.

وفي الجانب الآخر، نفذت قوات الإنزال المظلي الروسية الخميس تدريبات واسعة في حقل أوبوك العسكري بشبه جزيرة القرم، حيث أوضحت وزارة الدفاع أن وحدات من الدفاع البيولوجي والكيميائي تشارك في التدريبات التي تحاكي سيناريو حماية القوات المسلحة من الهجمات بالطائرات المسيرة، وكذلك التصدي لهجوم العدو.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022