لا تستطيع أمريكا محاربة الصين وروسيا معا

نسخة للطباعة2021.10.11
ديفيد ت. بيني - كاتب في موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي

الولايات المتحدة لا يمكنها التغلب على الصين وروسيا معا، وإذا استمرت الولايات المتحدة في إلتزام سياسة حافة الهاوية عسكرياً مع روسيا والصين، فإن النتيجة قد تكون غير متوقعة.

كلما زاد التفوق الروسي والصيني على الولايات المتحدة، على صعيد الأسلحة النووية وأسلحة غير تقليدية أخرى، على غرار الأسلحة الكهرومغناطيسية الفائقة الدقة والأسلحة السيبرانية، كلما كان الإغراء أكبر للإنخراط في إعتداءات في الخارج. 

رأينا أمثلة على ذلك في غزو أوكرانيا عام 2014، واحتلال الصين جزرا متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي في الأعوام الأخيرة، وفي "احتمال غزو صيني وشيك لتايوان".

أزمة محتملة وشيكة

في مارس وأبريل 2021، حشدت روسيا ما بين 100 ألف و150 ألف جندي على طول الحدود الشمالية والشرقية لأوكرانيا واستعدت لغزو محتمل. 

ردا على ذلك، رفعت الولايات المتحدة درجة التأهب إلى الوضع الدفاعي، للمرة الأولى منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. 

وفضلا عن ذلك، رفعت القيادة الأمريكية في أوروبا درجة الرقابة إلى مستوى "أزمة محتملة وشيكة"، خوفاً من أن يعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، غزو لدول المواجهة في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك، الجمهوريات السوفيتية السابقة، في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

كان ذلك سبباً في دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جنيف خلال شهر يونيو، من أجل خفض التوترات وتحسين العلاقات الأمريكية الروسية، التي كانت (آنذاك) في أسوأ مراحلها منذ انتهاء الحرب الباردة. 

تمثل القلق الأكبر في أن تحقيق روسيا تفوقاً نووياً على الولايات المتحدة، يمكنها من ابتزاز قادة الولايات المتحدة، وتنفيذ أجندتها أو نزع سلاحهم من جانب واحد، أو الذهاب إلى ما هو أسوأ من ذلك، عبر المخاطرة بشن هجوم على الولايات المتحدة من دون تلقي ردٍ أمريكي فعال. 

وينطوي مثل هذا الهجوم على مخاطر محو الولايات المتحدة من الخريطة الجيوسياسية، على غرار ما فعل الحلفاء مع ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية.

خطط طارئة

وأثار قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية، الأدميرال تشارلز ريتشارد، خلال شهادة أمام الكونغرس في أبريل  2021، احتمال أن تتعرض لهجوم على جبهتين أو ثلاث جبهات في آنٍ واحد، إذا ما غزت روسيا أوكرانيا أو دولا أخرى في أوروبا الشرقية، بينما تهاجم الصين تايوان، وتعمد كوريا الشمالية إلى مهاجمة كوريا الجنوبية في وقت واحد ومنسق.

وقال ريتشارد إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط طارئة لكيفية مواجهة حليفين نوويين في وقت واحد في حرب مستقبلية. ولذلك، فإن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على القتال في هكذا حرب ناهيك عن ربحها، في ظل استخدام أسلحة غير تقليدية من قبل "أعدائنا"، هي محل شك.

حرب تقليدية

القلق الأمريكي من مخاطر خوض حرب مقبلة مع روسيا والصين، له أساس جيد، إذا ما أخذ في الاعتبار عدم جاهزية واشنطن لخوض حرب تقليدية خالصة ضدهما.

إذا استمرت الولايات المتحدة في التزام سياسة حافة الهاوية عسكرياً مع روسيا والصين، فإن النتيجة قد تكون غير متوقعة، أو قد تهب عاصفة تنتهي بنهاية دولتنا (الولايات المتحدة).

عوضا عن محاولة تحدي روسيا والصين واحتوائهما، يتعين على الولايات المتحدة التكيف بعض الشيء مع مصالحهما الحيوية، سواء بواسطة الدبلوماسية، أو الإجراءات الأحادية.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

موقع 24:

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022