قال السكرتير الصحفي لرئيس أوكرانيا، سيرهي نيكيفوروف، إن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، خلال لقائه مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الولايات المتحدة، نقل قوائم تتار القرم المضطهدين من قبل روسيا.
في وقت سابق، كان أردوغان قد ساعد بالفعل على إطلاق سراح نائبي رئيس مجلس شعب تتار القرم، أختيم تشيغوز وإلمي أوميروف، من السجن الروسي.
الآن، لا يمكن مقارنة الوضع، إلا -تقريبا- بما حدث أثناء محاكمة تشيغوز وعُميروف. اتُهم الزعيمان التتريان بارتكاب "جرائم"، أعتقد أنها بدت سخيفة حتى بالنسبة لمحكمة روسية.
يعود الفضل إلى أختيم تشيغوز في تنظيم مظاهرات في وقت لم تكن فيه شبه جزيرة القرم، حتى من وجهة نظر التشريع الروسي، جزءا من الاتحاد الروسي، واتهم إلمي عميروف بعدم الاعتراف علانية بضم شبه الجزيرة، ثم أصبح الاثنان سجناء سياسيين.
أطلق سراحمها نتيجة مفاوضات بين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، وتفاصيل ما اتفق عليه رئيسا روسيا وتركيا بالفعل آنذاك - لا تزال غير معروفة لأي شخص.
يبدو الأمر أكثر تعقيدا حاليا مع القيادي، ناريمان جلالوف، حيث يتهم بتنظيم "عملية تخريبية"، وإعداد انفجار يستهدف خط أنابيب غاز، بوساطة المخابرات الأوكرانية، بحسب الزعم الروسي.
يقوم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بالفعل بابتزاز النشطاء الذين تم اعتقالهم مع جالالوف، والحصول على "اعترافات" وعرضها على القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية.
يمكن للمرء أن يفهم أن لضباط الأمن الروس هدفا مهما - تقديم أوكرانيا على أنها "دولة تخريبية"، ومجلس شعب تتار القرم على أنه ليس منظمة متطرفة فقط، ولكن منظمة إرهابية أيضا.
وبالطبع، فإن تحرير الشخص الرئيسي المشارك في هذه المحاكمة الاستعراضية المستقبلية يعني تعطيل هذه اللعبة الكبيرة بأكملها، المصممة لتبرير تصعيد جديد محتمل في العلاقات الروسية الأوكرانية.
من المحتمل أنه خلال رحلته إلى سوتشي، المقرر إجراؤها في 29 سبتمبر، قد يبدأ الرئيس التركي مشاورات أولية مع نظيره الروسي بشأن إطلاق سراح جلالوف ونشطاء آخرين من تتار القرم. ودعونا لا ننسى أنه بالنسبة لتركيا، يعد هذا أيضا أمرا محليا مهما.
ومع ذلك، حتى إذا تم الاتفاق على مسألة تحرير جلالوف وآخرين، أعتقد أنه اتفاق سيستغرق وقتا طويلا، فمن الواضح أن بوتين لن يتخلى عن الدعوى المرفوعة ضد آخر قادة المجلس البارزين، الذين بقوا في الأراضي المحتلة، ويجب أن نسمع في هذه المحاكمة، التي، بلا شك، ستنظم ضمن تقاليد المحاكمات الستالينية.
وبعد ذلك، قد تنضج الظروف لاتفاقيات جديدة بين أردوغان وبوتين، لكنها أيضا ستعتمد على الأرجح على ما يمكن أن يقدمه الرئيس التركي للروس في المقابل"، خاصة فيما يتعلق بـ"العملاء الروس" في تركيا.
وكما تظهر قصة إطلاق سراح تشيغوز وأوميروف، يتاجر الكرملين بحرية الآخرين. ويجب تذكر ذلك دائما عند تحليل فرص تحرير الأشخاص الذين تم أسرهم.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022