من المشكوك فيه أن تكون بيلاروسيا قد استفادت من حادثة إيقاف طائرة Ryanair واعتقال الإعلامي رومان بروتاسيفيتش، العدو الشخصي لألكسندر لوكاشينكو، لكن الاتحاد الروسي حقق -بالتاكيد- انتصارا بعد هذا العمل.
على المدى القصير، فاز الكرملين بتغيير جدول أعمال زعماء الاتحاد الأوروبي، فتراجع موضوع العدوان الإعلامي الروسي إلى المركز الثاني، بعدما كان يتصدر الاهتمامات.
وفازت موسكو أيضا على المدى المتوسط، حيث أحرقت بيلاروسيا أي جسور مع العالم الغربي، ليبرز الموقف الروسي.
حول لوكاشينكو بلاده منذ فترة طويلة إلى نوع من "الاقطاعية الروسية". وإذا كانت الجمهوريات غير المعترف بها في الدونباس الأوكراني سلاح موسكو ضد أوكرانيا، فإن لوكاشينكو حوّل بيلاروسيا سلاح روسي ضد العالم بأسره.
موقف أوكرانيا ليس واضحا
كل شيء واضح إلى حد ما مع لوكاشينكو، الذي ليس لديه خيار آخر إذا أراد أن يظل دكتاتور بيلاروسيا، غير أن يكون دمية في يد موسكو.
موقف أوكرانيا من جارتنا ليس واضحا تماما. بيلاروسيا اليوم هي شيطان بالنسبة لها، لدرجة أنه، في الوعي العام، تتحول إلى العدو رقم 2.
ولكن، هل هذا الموقف صحيح، بتحويل بيلاروسيا إلى صورة شيطانية؟
عاطفيا، نعم. صديق عدوي هو عدوي. لكن مع العقلانية نجد أن اوكرانيا تلعب جنبا إلى جنب مع الروايات الروسية، وليس مع لوكاشينكو فقط.
روسيا فقط هي التي تستفيد من أن تكون أوكرانيا محاطة بالأعداء. ولسوء الحظ ، فإن عواطفنا تتماشى مع هذه الرغبة.
على سبيل المثال، هناك تصريحات حول نقل "منصة مينسك" التي تحتضن مفاوضات مجموعة الاتصال الثلاثية حول التسوية في دونباس. لكن المشكلة تكمن في أن "محادثات مينسك"، والمفاوضات جارية فعلا عبر الإنترنت.
في سياستها، يجب على أوكرانيا أن تميز بوضوح بين لوكاشينكو وبيلاروسيا. وعلى سبيل المثال، هل طبقنا العقوبات على لوكاشينكو شخصيًا؟ لا.
لا يجب أن يكون هناك غموض حول بيلاروسيا، ويجب أن تكون الأمور واضحة فيما يتعلق بنظام لوكاشينكو، الذي استولى على السلطة في بلد مجاور، ويحمل تهديدات، أولاً وقبل كل شيء، للبيلاروسيين أنفسهم.
يجب أن تكون أي عقوبات ضد بيلاروسيا مصحوبة أيضا بعقوبات ضد من يقفون وراء لوكاشينكو (روسيا)، حتى يدرك العالم بأسره أن كل ما يحدث في بيلاروسيا ليس خطأ الشعب البيلاروسي وأن موسكو هي التي تقف وراء كل تصرفات وتصريحات الديكتاتور البيلاروسي.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - وكالة "أونيان"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022