لا يمكن استبعاد خطر الغزو والتصعيد العسكري في أوكرانيا تماما؛ لكن الطريقة الاستعراضية، التي تتعامل بها روسيا مع هذه المسألة، وتصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، ترجّح أن التطورات الحالية ليست تهديدا بحرب وشيكة.
ذكرت ذلك الأكاديمية في مجال السياسة بجامعة أكسفورد ببريطانيا، ليانا سيمشوك، في مقال لها بموقع "ناشونال إنترست" (National Interest) الأميركي، قائلة إن التعزيز الروسي الأخير لقوات يبلغ قوامها 80 ألف جندي على حدودها الغربية مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، وضع المجتمع الدولي في حالة تأهب قصوى، مضيفة أن هناك مخاوف واسعة النطاق بشأن نوايا موسكو وتهديد محتمل بالحرب.
وأشارت سيمشوك إلى أنه من الناحية الفنية، فإن موسكو وكييف في حالة حرب منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، ودعمت القوات الانفصالية في المناطق الشرقية لأوكرانيا. واستبعدت الكاتبة أي حل للأزمة بين الدولتين قريبا؛ نظرا للأهمية الإستراتيجية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا.
وأوضحت أن هناك عوامل ترجّح استبعادها لحرب وشيكة، وهي:
وما يزال هذا يؤدي إلى تكاليف باهظة للغاية بالنسبة لموسكو، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن احتلال شبه جزيرة القرم كلف روسيا حوالي 23 مليار دولار أميركي خلال السنوات الخمس الماضية. لذلك، قد يكون الحشد العسكري الأخير وسيلة للضغط على كييف بشأن هذه القضية.
وأفادت تقارير أن روسيا أعربت عن مخاوفها بشأن وجود طائرات تركية بدون طيار في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون هذه القضية مثيرة للجدل بشكل خاص بالنظر إلى أن العلاقات الروسية التركية تعرضت لتوتر شديد، بعد أن قدمت تركيا دعما قويا لأذربيجان في حربها العام الماضي مع أرمينيا، واعتبرت روسيا هذا تدخلا في مجال نفوذها الإقليمي.
الغزو غير مرجح
ورغم هذا التصعيد، تقول الكاتبة، فإن خطر المواجهة العسكرية بين البلدين أو الغزو الروسي الصريح لأوكرانيا يظل حاليا غير مرجح نسبيا؛ للأسباب التالية:
هناك سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استخدام المغامرات في السياسة الخارجية؛ لتعزيز معدلات قبول الجمهور به، مثل ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. لذلك، ربما يكون هدفه من التصعيد الحالي هو تعزيز معدلات قبول الجمهور به قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة في سبتمبر/أيلول المقبل؛ لكن من المرجح أن تكون التكاليف الاقتصادية المحتملة، التي قد يجلبها مثل هذا التدخل، كبيرة للغاية.
هذا الأسبوع فرضت واشنطن عقوبات جديدة على روسيا تقيّد شراءها ديونا سيادية جديدة. وهذا أمر مهم يظهر أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد لدعم خطابه بالأفعال.
أي توسع روسي إضافي في الأراضي الأوكرانية ستكون نتائجه أكثر ضررا بالاقتصاد الروسي، إلى جانب أن احتمال تحويل خط سير أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2" (Nord Stream2) إلى ألمانيا قد يكون مكلفا للكرملين للغاية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022