قال فاسيل بودنار، نائب وزير خارجية أوكرانيا، إن التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية يمثل قوة دافعة في العلاقات مع تركيا، وهي شريك استراتيجي موثوقٌ به، ومهم في المنطقة.
وتابع في حديث للأناضول: نحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة لانطلاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. آمل أن ينعقد المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين هذا العام، وأن يتوّج بقرارات تعطي دفعة إيجابية جديدة للعلاقات الثنائية.
وأشار بودنار أن الزيارات الرسمية بين البلدين حافظت خلال العام الماضي والجاري على زخمها المعهود، رغم الوضع الاستثنائي الذي يشهده العالم بسبب جائحة كورونا، وأن هذا الدفء في العلاقات يوضح مدى اهتمام البلدين بتطوير العلاقات الثنائية وحجم التعاون بين أنقرة وكييف.
التعاون مع تركيا كإحدى دول الناتو
وأشار بودنار إلى وجود تعاون بين البلدين في مجالات البحث والتطوير والتجارة وقطاع الدفاع.
وقال: "على سبيل المثال، تعتبر المسيرة التركية من طراز "آقينجي" نموذجا للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين البلدين. حيث تستخدم الطائرة المذكورة محركات تم إنتاجها في أوكرانيا. إضافة إلى ذلك، فإن البلدين يعملان على مجموعة أخرى من المشاريع المشتركة".
وتابع: أعتقد أن الشركات التركية والأوكرانية ستعمل بشكل متسارع على تعزيز التعاون القائم وتحقيق نتائج مثمرة. إضافة إلى ما سبق، نحرص على التعاون مع تركيا كدولة مهمة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، من أجل الاستفادة من معايير الحلف، لاسيما وأننا نسعى للحصول على عضويته في المستقبل القريب.
وأشار بودنار إلى أن بلاده حصلت العام الماضي على صفة "شريك لحلف الناتو"، وأن بلاده تسعى من أجل تعزيز قدراتها في الصناعات العسكرية، وأن هذا الوضع يصب في مصلحة حلف شمال الأطلسي وتركيا وأوكرانيا.
وأكد بودنار أن قطاع صناعة الطيران يعتبر من القطاعات المهمة المقبلة على آفاق تعاون بين أوكرانيا وتركيا، وقال: لدينا شركة أنتونوف التي تنتج الطائرات. هذه الشركة تقدم فرصًا مهمة لأنقرة. آمل أن نرى قريبًا إنتاجًا مشتركًا لطائرات أنتونوف. ما سبق ليس إلا أمثلة قليلة على إمكانات التعاون.
ولفت بودنار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وأوكرانيا بلغ العام الماضي 5 مليارات دولار، وأن هذا الرقم في الواقع لا يعكس حقيقة الإمكانات التجارية الموجودة في البلدين.
وتابع: على الصعيد العالمي، انخفضت عمليات التبادل التجاري بسبب تأثير جائحة كورونا، لكن بالنظر إلى الأرقام، نستطيع القول إننا تمكنا من المحافظة على حجم التبادل التجاري الذي تم الوصول إليه في عام 2019، وهذا الوضع يعبر عن نجاح مقارنة بالأنشطة التجارية للدول الأخرى.
وأشار بودنار كذلك إلى استمرار المفاوضات بين البلدين للوصول إلى اتفاقية للتجارة الحرة، معربًا عن توقعه بأن يتم التوقيع على الاتفاقية قريبًا، بعد معالجة بعض المواضيع الاقتصادية من أجل زيادة مساهمة الاتفاقية في رفد اقتصادي البلدين.
وتابع: أعتقد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين مرشح للارتفاع والوصول إلى 15-20 مليار دولار. هذا ما تعكسه المشاريع المشتركة والاستثمارات. الاستثمارات التركية غير المباشرة في أوكرانيا تزيد عن 3 مليارات دولار وكذلك رواد الأعمال الأتراك يحققون أرباحًا جيدة في أوكرانيا.
وأشار بودنار إلى وجود تعاون جيد بين غرفتي الصناعة والتجارة في البلدين، وأن أوكرانيا توفر جميع التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأتراك والأجانب وتهدف إلى جذب المزيد من المستثمرين.
وكشف بودنار عن وجود أكثر من 600 شركة أوكرانية تنشط في تركيا، لاسيما من الشركات الكبيرة والمتوسطة، وأن تلك الشركات تضطلع بدور مهم على صعيد رفع مستوى الاستثمارات المشتركة في البلدين.
تركيا وجهة شعبية للأوكرانيين
وأعرب بودنار عن أمله في عودة الانتعاش للقطاع السياحي هذا العام، بعد التراجع الذي شهده القطاع بسبب جائحة كورونا.
وقال: تركيا تعتبر بين أكثر الوجهات السياحية شعبية بالنسبة للأوكرانيين. هذا الوضع يعطي دفعة جيدة للشركات التركية والأوكرانية العاملة في قطاع السياحة. أعتقد أن الحركة السياحية ستشهد انتعاشًا هذا العام مع تراجع انتشار الوباء.
وذكر بودنار أنه يعتقد أن عدد السياح الأوكرانيين القادمين إلى تركيا هذا العام سوف يشهد تزايدًا بسبب الطبيعة والمناخ والبنى التحتية والتدابير الصارمة التي تتخذها الحكومة التركية للحد من انتشار الوباء.
الرئيس أردوغان من أهم القادة في منصة القرم
وشدد بودنار على أن القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا وأن ضمه إلى روسيا جرى بوسائل غير شرعية، معربًا عن امتنانه لتركيا على موقفها الرافض لضم القرم وعدم اعترافها بسياسة الضم.
وأكد أن هدف كييف من إنشاء منصة القرم، هو لفت انتباه المجتمع الدولي إلى هذه المنطقة التي جرى احتلالها من قبل روسيا.
وتابع: نحن سعداء لمشاركة تركيا في هذه المنصة وأعتقد أن الرئيس رجب طيب أردوغان، سيكون أحد أهم القادة المشاركين في المنصة.
وختم بودنار بالقول: شبه جزيرة القرم كانت مركزًا للسياحة والأمن والاستقرار، إلا أنها تحولت إلى منطقة عسكرية مغلقة بعد احتلالها من قبل روسيا. هذا الوضع لا يشكل مصدر تهديد بالنسبة لنا وحسب، بل للمنطقة أيضًا، لاسيما للدول الأعضاء في الناتو.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
يني شفق
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022