تعد أوكرانيا حاليا أكثر دول أوروبا فقرا وفقا لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، بعدما تجاوزت مولدوفا في عام 2018.
تعاني أوكرانيا من الانخفاض التدريجي في إنتاج الغاز من الحقول التي تم اكتشافها في الحقبة السوفيتية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وترى الدولة شركتها الوطنية للنفط والغاز "نافتوغاز" (Naftogaz) كوسيلة لزيادة الإنتاج المحلي، وبالتالي زيادة أمن الطاقة.
شركة "نافتوغاز"
تسيطر "نافتوغاز" على نحو 80% من إنتاج الغاز الأوكراني، وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أنه، بحلول عام 2025، يجب أن تتخلى أوكرانيا عن الغاز المستورد.
غالبا ما تصدر تصريحات من السياسيين حول أن أوكرانيا أصبحت أكثر اكتفاء ذاتيا من حيث احتياجاتها من الغاز، ومع ذلك، فإن السبب الوحيد لحدوث ذلك هو أن الاستهلاك الكلي في أوكرانيا قد تراجع منذ عام 2014، وخلال العامين الماضيين فقط، عاد الطلب إلى مرحلة النمو.
خلال عام 2020، زاد إجمالي الطلب على الغاز في أوكرانيا بنسبة 8% على أساس سنوي، إلى 32.29 مليار برميل.
وكان التدخل الحكومي هو السبب الرئيسي لسوء الإدارة في التاريخ الحديث لـ"نافتوغاز"، وحاول مديرها التنفيذي، أندري كوبوليف، تخفيف قبضة الحكومة على كيفية تخصيص عائدات الشركة.
مشكلات وخطط
بالنظر إلى أن معظم أصول الشركة البرية المنتجة حاليا ذات طبيعة تقليدية، فإنها تفتقر إلى الخبرة والدراية في مجال النفط الصخري والبحري، ومع ذلك، ربما الأهم من ذلك أنها تفتقر إلى الموارد المالية لبدء حملة الحفر الطموحة.
كما أدى تراجع السوق الناتج عن أزمة "كوفيد 19" إلى الإضرار بالوضع المالي للشركة، الذي تراجع إلى النطاق السالب بعد فترة توليد الأرباح من 2018 إلى 2019.
وعلى الرغم من ذلك، الحكومة الأوكرانية تحافظ على أهداف طموحة طويلة الأجل للشركة، تشمل استثمار 21 مليار دولار في الاستكشاف خلال الفترة من 2021 وحتى 2030، منها 7.3 مليار دولار من 2021 إلى 2025.
هذا يشمل مضاعفة الاحتياطات المؤكدة للشركة ثلاث مرات من المستوى الحالي بحلول 2025، إلى جانب التوسع في مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك تشييد مزارع الرياح في البحر الأسود.
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن تحقيق التوازن بين هذه المصالح، خاصة في ظل المناخ السياسي المضطرب في أوكرانيا، ليس بالأمر السهل.
لا تزال أوكرانيا تمتلك احتياطات كبيرة من الهيدروكربونات، وعلى الرغم من المحادثات حول تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040، فإن كييف ستدعم بشكل كامل المزيد من إنتاج النفط والغاز.
التغييرات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي ستسمح في مرحلة ما لشركة "نافتوغاز" بأن تصبح أكثر ربحية في المستقبل، على الرغم من أن تأثير هذه التغييرات من المرجح أن يستمر في إطار زمني أطول بكثير مما تتصوره السلطات الأوكرانية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
موقع "أويل برايس"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022