د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
من أشهر السياسيين المسلمين في الاتحاد السوفييتي، تتري من بشكيريا، ولد ميرسعيد سلطان غلييف عام 1892م، والده كان إماما ومدرسا، أنهى المدرسة عام 1911م في مدينة قازان، ثم عمل مدرسا في إحدى قرى، ونشط في الحركة الثورية الطلابية"الإصلاح"، وبعد فشل الثورة الروسية الأولى عام 1905م سافر إلى باكو وعمل هناك مدرسا أيضاً. وكتب أولى مقالاته في هذا الوقت.
شارك عام 1917م في مؤتمر مسلمي روسيا العام في موسكو، وأسس مع عدد من رفاقه -في نفس العام- لجنة المسلمين الاشتراكيين في مدينة بتروغراد (بطرسبورغ).
أصبح عضوا في حزب العمل الإشتراكي الديمقراطي الروسي (البلشفيين) في نوفمبر عام 1917م، وصديقا لستالين، وفي عام 1918م أصبح ميرسعيد رئيسا للجنة الإشتراكية الإسلامية، ثم رئيساً للجنة المركزية للعسكرين المسلمين في المفوضية الشعبية للشؤون القومية عام 1920م، وبين عامي 1919- 1921م رئيسا للمكتب المركزي للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق تحت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وعضو مفوضية الشعب لشؤون القوميات في روسيا الاشتراكية السوفيتية (1920- 1923م).
حاول مير سعيد تأسيس حزب إسلامي شيوعي روسي، واشتغل أستاذا في الجامعة الشيوعية لعمال الشرق.
كان سلطان غلييف ضد فكرة توطين اليهود في شبه جزيرة القرم، وانتقد سياسة رفاقه الشيوعيين في إدارة الحكم في القرم.
انقلب ستالين ضد سلطان غلييف -خلال فترة مرض لينين- بسبب زيادة نفوذ غلييف بين المسلمين، ففصله من الحزب الشيوعي عام 1923م ثم اعتقل.
أطلق سراحه بعد عام، ليتم اعتقاله عام 1928م، وأرسل إلى معسكرات الاعتقال السوفيتية ليُطلق سراحه عام 1934م.
أفكار سلطان غلييف
كان سلطان غلييف ثائراً من أنصار الفيدرالية في الاتحاد السوفيتي، ويدعو للحرية والمساواة، وهو من المنظرين الأوائل لفكرة "الإسلام الإشتراكي"، ويعد أشهر وأقوى المسلمين في الحزب الشيوعي في عشرينيات القرن العشرين.
كان اهتمامه الأول بالمسلمين والشرق، لذلك نظر إليه العديد من زملائه البلاشفة نظرة ريبة وشك في ولائه للشيوعية، كان يعتقد مير سعيد أن الدين الإسلامي قوي ولا يمكن هزيمته، وهو عامل مهم في "صحوة الشرق"، وهناك الكثير من الأمور في الشريعة مفيدة ولا تتعارض مع الماركسية.
وكان يرى أن الحكم الذاتي ذو الصلاحيات الواسعة هو الحل لجميع المناطق الإسلامية، وأن يكون وزنها السياسي مساويا للجمهوريات الإتحادية الأخرى في الإتحاد السوفييتي.
ولكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر ميرسعيد بخيبة الأمل من قرارات الشيوعيين وأشار في مقالاته إلى خداع البلاشفة للأقليات القومية وتهميشهم.
قيّد الشيوعيين حريته، ليتم اعتقاله للمرة الأخيرة عام 1937م؛ ثم قتل رميا بالرصاص عام 1940م بتهمة "التحيز القومي" وإنشاء "منظمة معادية للثورة"، وبعد خمسين سنة، في عام 1990م، تمت تبرئته من التهم التي وجهت له.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022