د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
تتار رومانيا أو تتار الدانوب أو تتار البوجاق أو تتار دوبروجيه: إحدى الأقليات العرقية في جمهورية رومانيا، تاريخ وجودهم على الأراضي الرومانية يرجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وقد زاد عددهم بعد دخول العثمانيين لمناطقهم عام 1411م وحكمهم لها 467 سنة.
بعد احتلال روسيا القيصرية لشبه جزيرة القرم عام 1783م، هاجر التتار من مناطق شمال القرم والسواحل الشمالية للبحر الأسود إلى الأراضي الرومانية، وتمركزوا في مناطق شرق البلاد على ساحل البحر الأسود.
وبعد سيطرة الروس على حوض مصب نهر الدانوب والسواحل الغربية للبحر الأسود هاجر حوالي 100 ألف تتري إلى تركيا. كما يذكر بعض المؤرخين أنه بين أعوام 1783- 1922م هاجر من القرم إلى رومانيا حوالي مليون وثمانمئة ألف شخص إلى مناطق مقاطعة دوبروجه.
وقد قُسّمت مناطق التتار بعد الحرب العالمية الثانية بين رومانيا (دوبروجا الشمالية وعاصمتها كونستانتا) وبلغاريا (دوبروجا الجنوبية تولبوخين)، وبذلك توزّع التتار على طرفي حدود البلدين. وفي فترة الحكم الشيوعي لرومانيا بعد عام 1945م تعرّضت مساجد ومدارس وأئمة ومقابر التتار للمصادرة والهدم والملاحقة.
كانت نسبة المسلمين الرسمية (من التتار والترك) عام 1880م وصلت في مقاطعة دوبروجا الرومانية إلى 34%، أما اليوم فهي 2.5 % . المسجد الرئيسي في المنطقة هو مسجد مدينة كونستانتا أو مسجد الملك كارول، بناه ملك رومانيا كارول الأول عام 1910م توددا ومحبة إلى التتار.
التتار اليوم في رومانيا (من تتار القرم والنوغاي) هم مواطنون رومانيون، أغلبهم مسلمين سُنة على المذهب الحنفي، ومفتي رومانيا اليوم هو من قومية تتار القرم، وإجمالي عددهم يصل إلى حوالي 30 ألف نسمة فقط. أما أبرز التحديات التي تواجه تتار رومانيا فهي قلة الإنجاب والذوبان في المجتمع الروماني.
حافظ تتار القرم في رومانيا على لغتهم وثقافتهم وعاداتهم، وهم اجتماعيون ومنفتحون على جيرانهم الرومان، وظهرت منهم شخصيات ثقافية فاعلة في المجتمع الروماني، ولهم تأثير واضح في اللغة والمطبخ الروماني.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022