قبل أيام قليلة، أنهينا -بحمد الله وتوفيقه- المسابقة القرآنية السنوية الحادية والعشرين على مستوى أوكرانيا، ورأينا أنه، رغم الظروف المالية وتلك المرتبطة بجائحة كورونا، أخذ هذا الحدث حجما تصاعديا لافتا من حيث أعداد المشاركين وكل ما يرتبط بهم من فئات عمرية وجنسية ومستويات مختلفة.
البعض قال إننا نجحنا، ولي هنا وقفة، فأنا أرى أن مصطلح النجاح مبالغ فيه، وأعتبر أننا خطونا خطوة جديدة ناجحة على درب طويل.
بدأ دربنا هذا في 2002 بتأسيس مركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن في مدينة سيمفروبل بشبه جزيرة القرم، وكنت طفلا صغيرا آنذاك، دفعني أهلي دفعا إلى التعلم والحفظ فيه، فكانت البداية المباركة.
ما بني على الخير لن يعطي إلا الخير، وأنا هنا أتذكر أولئك الأخيار الذي علمونا في مركز "الرضوان"، وكيف كان همهم أن نكون متميزين، وأفضل منهم.
أتذكر جيدا كيف كانت دروسنا تركز على المعاني والعبر في الآيات والسور، أكثر بكثير حتى من الحفظ، الذي يسهل إلى دخلت المعاني والعبر إلى العقول والقلوب.
عندما أعود بالذاكرة إلى تلك الوجوه وتلك الأيام، التي تركت في داخلي عميق الأثر، أحمد الله أن قدر الله اختار لي البقاء على ذات الطريق.
طريقنا طويل لا يبدأ بالحفظ وينتهي بتمامه، بل يبدأ بالتدبر ولا ينتهي أبدا؛ فكل طالب بالنسبة لنا هو مسلم يتحول بالقرآن ومعه إلى منارة تضيء للآخرين طريق علم صحيح وفهم عميق وهداية حقة.
في الهيئة الأوكرانية لتعليم القرآن الكريم، التي أسست عام 2014 لإكمال المسير، لا نريد تخريج أعداد كبيرة من الحفظة، على جمال هذا الأمر، بقدر ما نسعى لتخريج أكبر عدد من الدعاة الذين يشار إليهم بالبنان على أنهم "دعاة بأخلاق عالية"، يحظون بحب واحترام المسلمين، ويعتبرون مثالا صالحا لهم ولغيرهم في مجتمع أوكرانيا.
نسعى لتغيير الصورة النمطية الخاطئة حول القرآن، وإبرازه كدستور ومنهج حياة، فيه صلاح المسلمين ونجاة البشرية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022