تبدأ يوم الغد السبت فعاليات مسابقة قرآنية سنوية جديدة في أوكرانيا، يحتضنها المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة كييف على مدار يومين، بمشاركة حفظة من شتى أرجاء أوكرانيا، وعلى مختلف المستويات.
المسابقة في حد ذاتها ليست وسيلة لتحقيق هدف ما، بقدر ما هي نتيجة لجهود أعوام طويلة في مجال تعليم القرآن الكريم، وتخريج حفظة وأئمة بازين في أوكرانيا، خاصة بين مسلمي البلاد الأصليين.
مركز "الرضوان" 2002-2014
بدأ هذا الجهد بتأسيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" (أكبر مؤسسة تعنى بشؤون العرب والمسلمين منذ 23 عاما) مركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن في مدينة سيمفروبل عاصمة شبه جزيرة القرم (لكثرة أعداد المسلمين القرميين التتار فيها)، بدعم الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.
ومن العام 2002 حتى 2014، خرّج المركز عشرات الحفاظ، وبعضهم تابع الدراسة في جامعات ومعاهد متخصصة، ليكون لاحقا أئمة مؤهلين في أوكرانيا.
وخلال هذه الفترة، شهدت أوكرانيا مئات المسابقات الإقليمية الدورية والرمضانية، ومسابقات سنوية على مستوى أوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، كان أكبرها "مسابقة المغفور له الشيخ عبد الله المبارك الصباح الدولية للقرآن الكريم" في أكتوبر 2010، التي ضمت متسابقين من 11 دولة سوفييتية سابقة.
عريفوف: "ساهم المركز بإحياء علوم القرآن في أوكرانيا بعد عقود الحرمان السوفييتية، فعاد الحفاظ إلى الوجود، وأولهم كان الحافظ الأوكراني القرمي التتري سليمان ولييف، وعادت للإمامة أسسها العلمية والإيمانية الصحيحة".
عن تلك الفترة حدثنا الشيخ أ. سيران عريفوف، الذي كان في يوم من الأيام مدرسا ومديرا في المركز، ويترأس اليوم اتحاد "الرائد"، فقال: "ساهم المركز بإحياء علوم القرآن في أوكرانيا بعد عقود الحرمان السوفييتية، فعاد الحفاظ إلى الوجود، وأولهم كان الحافظ الأوكراني القرمي التتري سليمان ولييف، وعادت للإمامة أسسها العلمية والإيمانية الصحيحة".
وأضاف: "الاهتمام بالمركز كان يهدف ليس إلى التحفيظ وحسب، بل إلى وجود فئة مؤمنة راشدة مرشدة، تمثل أوكرانيا في المسابقات الدولية، وتوجه مسلميها إلى الفهم الوسطي الصحيح بعيدا عن الميوعة أو التشدد والتطرف، وتحل مشاكل المسلمين وخلافاتهم على قواعد صحيحة".
هيئة متخصصة بعد 2014
بعد احتلال القرم في 2014، أسست في العاصمة كييف الهيئة الأوكرانية لتعليم القرآن الكريم، بإدارة أئمة وحفاظ كان قد درسوا في مركز "الرضوان".
رئيس الهيئة الشيخ مراد سليمانوف هو شاب قرمي تتري، وإمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة لفيف غرب أوكرانيا، يقول: "يخطئ من يظن أننا نحفظ من أجل الحفظ فقط… نريد أن نستمر بالعمل على طريق نشر الوعي، وتكوين أجيال تحب دينها وتخدمه وتعرف به برقي في أوكرانيا".
وأضاف: "القرآن دستور لكل مسلم، وإذا ما طبق تعاليمه صحية يصبح قدوة للمسلمين، ومنارة هدى للآخرين".
الحاج: "الهيئة لم تكن مجرد بديل عن مركز "الرضوان" المبارك، بل جاءت بوسائل جديد مبتكرة، ووسعت نطاق عملها في جميع مدن أوكرانيا".
وفي حديث مع الشيخ حيدر الحاج، وهو أحد مسؤولي الهيئة وأكبر محفظيها، يحفظ القرآن بقراءاته العشر وصحيح البخاري ومسلم، وهو أستاذ متخصص في الفقه على المذاهب الأربعة، يقول: "نحمد الله أن الهيئة لم تكن مجرد بديل عن مركز "الرضوان" المبارك، بل جاءت بوسائل جديد مبتكرة، ووسعت نطاق عملها في جميع مدن أوكرانيا، حتى بدأنا نخرج (إلى جانب الذكور) بنات وأمهات، لم تكن الفرصة متاحة أمامهن".
تحفيز وتنافس
وبالعودة إلى المسابقات القرآنية، يشير الشيخ محمد ماموتوف، وهو إمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة زابوريجا، وخريج سابق من مركز "الرضوان"، وأستاذ محفظ في "الهيئة"، يشير إلى أن "المسابقات تحفيزية أكثر من كونها وسيلة لاستعراض الحفظ وإتقان التلاوة، والحمد الله تساهم بتشجيع الكثيرين من المسلمين المحليين والمقيمين على المشاركة والإتقان والتنافس على البر والتقوى؛ وهذا ما نسعى إليه…".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022