د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة
حركة باصمتي أو باصْمَتشي: حركة سياسية عسكرية نشأت في آسيا الوسطى ضد الحكم الشيوعي، ضمّت في صفوفها مجموعات ذات مرجعية قومية وإسلامية، وصلت لذروت قوتها بين أعوام 1918- 1922م، وبلغ عدد أفرادها 150 ألف مقاتل عام 1920م.
مارست الحركة الحروب التقليدية وأسلوب حرب العصابات ضد الجيش الأحمر السوفييتي، ونشأت بعد الثورة البلشفية عام 1917م ضد سياسة رسم وتقسيم الحدود الإقليمية الوطنية بين جمهوريات آسيا الوسطى التي مارسها الإتحاد السوفييتي، وضد الاستعمار والسيطرة الروسية على المنطقة، ودعت لاستقلال وحرية تركستان المسلمة.
يُرجع بعض المؤرخين تأسيسها إلى شهر فبراير من عام 1918م عندما قضى الجيش الأحمر على جمهورية تُركستان وقتل 10 آلاف شخص من سكان عاصمتها كوكاندا، والتي كانت تضم أراضي من أوزبكستان وكازاخستان وقرغيزيا الحالية.
كلمة باصمتشي تعني باللغة الأوزبكية المُغيرين (من كلمة غارة) أو قطاع الطرق، وأطلقوا على أنفسهم أيضا "المجاهدون"، وكانوا خليطاً من عسكريين سابقين ومزارعين وتجار وعلماء وسياسيين ممن عمل في إماراتي بخارى وخوارزم.
انتشرت الحركة في وسط آسيا - كازاخستان، أوزبكستان، طاجكستان، قيرغيزيا وتركمنتستان - وحتى أفغانستان، وخاصة في مناطق: وادي فرغانة، ووادي ألاي، وشرق بخارى، ومقاطعة سمرقند وسيرداريا، خوارزم، كاراكوم، وغيرها. في وقت كانت روسيا تعيش ما يسمى الحرب الأهلية الروسية (1917-1922م).
وجه الجيش الأحمر ضربة قوية للحركة وقضى على عدد من قادتها في أعوام 1922م ثم 1926م، وانتهت الحركة في ثلاثينيات القرن العشرين، واضطر عدد من التجار والأفراد للهجرة لعدد من الدول ومنها السعودية.
يذكر أن آخر مجموعة من باصمتشي تم تحييدها من قبل السوفييت كان عام 1942م، فيما لجأ عدد من قادتها إلى أفغانستان.
دعم الحركة السيد عليم خان آخر أمراء بخارى والذي كان لاجئا في كابول، كما اتهم الشيوعيون بريطانيا بمد الحركة بالسلاح ودعمها عن طريق إيران وأفغانستان والصين.
يذكر أنه انضم للحركة وقاتل إلى جانبها: القائد والسياسي العثماني أنور باشا (1881- 1922م) ناظر الحربية (1914- 1918)، وأحد قادة حركة تركيا الفتاة.
من قادة حركة باصمتشي -وكان يطلق عليهم كورباشي- إبراهيم بيك (1889- 1931م)، الملا كاتّا إرغاش (1882- 1921م)، جنيد خان (1857- 1938)، شير محمد بيك غازي (1895- 1970)، ملا عبد الله القهار (1884- 1924)، وحبيب الله كالاكاني (1890- 1929م)، مادامين بيك (1882- 1920)، ومفتي طشقند: صدر الدين خوجا شريف خوجايف.
مثلت حركة باصمتشي تلك الروح الرافضة للمد الشيوعي والسيطرة على الشعوب التوركية في وسط آسيا، وكان للحركة دور بتغيير عدد من التوجهات السوفيتية في الجوانب السياسية والثقافية والإجتماعية في العلاقة مع هذه الشعوب.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022