يمثل تصريح زيلينسكي الأخير في الواقع موافقة على استراتيجية الحفاظ على توليد الطاقة النووية في أوكرانيا باعتبارها أساسية.
أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن أن أوكرانيا ستعمل على تطوير صناعة الطاقة الذرية، وستواصل بناء المحطات النووية في أوكرانيا، رغم معارضة العديد من الدول.
توجد استراتيجية لتطوير الطاقة الذرية وإكمال بناء محطات الطاقة النووية في أوكرانيا.
سنفعل هذا بالتأكيد. ما بين 51-52% من الطاقة المولدة في أوكرانيا هي "ذرية".
أعلم أن العديد من الدول تقف ضد الطاقة النووية من أجل تدمير محطات الطاقة النووية في أوكرانيا بالكامل. بينما نحن بالعكس سنحميها".
تصريح زيلينسكي هو في الواقع موافقة على استراتيجية الحفاظ على استخدام الطاقة النووية في أوكرانيا كاستراتيجية أساسية.
في هذا السياق، سيوضع على الأرجح برنامج طويل الأجل لتطوير الطاقة الذرية، والذي يتعين على الحكومة إعداده وفق مرسوم زيلينسكي.
يتناسب إكمال بناء المفاعلين الثالث والرابع في محطة خميلنيتسكي الكهروذرية بالكامل مع هذه الاستراتيجية.
من المحتمل أن تُشكل الاستراتيجية نفسها ليس قبل عام 2035 وإنما على الأقل حتى عام 2060، حيث تصل الآن مدة التخطيط للتوليد من الطاقة الذرية إلى 100 عام، مع الأخذ في الاعتبار العمر الافتراضي للمفاعلات المتراوح من 50 إلى 60 عاما.
المسألة الأخرى الملحة أيضا بالنسبة لأوكرانيا ستكون إقفال المفاعلات الذرية بعد استنفادها مواردها. ينص المرسوم بالطبع على "تحسين آلية استخدام الموارد المالية لإخراج المفاعلات النووية من العمل"، لكن المسألة الأساسية تبقى في البحث عن مصادر التمويل لمثل هذه النشاطات ولمن سينفذ عملية تفكيك المفاعلات.
من جهة أخرى، تواصل أوكرانيا الوفاء بالتزاماتها التعاقدية مع شركة "وستنغهاوس" التي تزود جزءا من محطات الطاقة النووية في أوكرانيا بالوقود. يُعمل بهذا العقد من عام 2008 وينص على توفير مجموعات الوقود لـ 3-6 مفاعلات.
مُدد العقد في عام 2018 حتى عام 2025 ورفع عدد المفاعلات التي ستحصل على الوقود إلى سبعة. خطط في عام 2018 لإنتاج وتزويد محطة ريفنا الكهروذرية بالوقود المستخدمة مفاعلات من طراز "ف ف إ ر -440". ولقد وقعت الآن "وستنغهاوس" مع "إنرغواتوم" اتفاقية بشأن توريد الوقود لمفاعلات "ف ف إ ر -440".
ولكن، بالإضافة إلى مسألة إكمال بناء المفاعلين 3 و 4 في محطة خملنيتسكي للطاقة الكهروذرية وتوريد الوقود من شركة "وستنغهاوس"، تبقى مسألة بناء القدرات الجديدة في المحطة الكهروذرية مع تلك التي توقف تشغيلها مفتوحة. كما وسيتعين على المفاعلات الجديدة أن تلعب دور القدرات القابلة للمناورة. في ظروف الحجم الضخم للقدرات العاملة لمصادر الطاقة المتجددة، سوف ينمو دور المحطات النووية المناور.
بالطبع، القضية الرئيسية هي سوق مبيعات الطاقة الكهربائية المولدة في المحطات النووية. للحفاظ على الإمكانيات"الذرية" الحالية يجب أن يكون هناك قدرات صناعية أو مستهلك للكهرباء، أي أن أوكرانيا تحتاج بالتوازي إلى تطوير القطاع الصناعي. ليس الزراعي أو "تكنولوجيا المعلومات" كما يحبون أن يتحدثوا عندنا، وإنما قطاع الصناعات الكلاسيكية، إذ أن هذا القطاع تحديدا سوف يستهلك الكهرباء بما فيها المولدة في محطات الطاقة النووية.
أخيرا، يجب أن يكون تصدير الكهرباء العنصر الثالث للحفاظ على أساس توليد محطات الطاقة النووية. من الشائع الآن الاعتقاد أن محطة الطاقة النووية البيلاروسية، المبنية بالقرب من أوكرانيا، سوف تعيق تصدير الكهرباء من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن في نفس الوقت ما تزال هناك فرصة سانحة، نظرا لكون نظام التوازن الأوروبي لإنتاج الكهرباء واستهلاكها ليس مثاليا وسوف يحتاج لاحقا إلى قدرات احتياطية كبيرة يمكن أن توفرها المحطات النووية الأوكرانية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022