كريم حكيموف.. لماذا أعدم السوفييت أول سفير لهم في السعودية؟

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

ولد كريم عبد الرؤوف حكيموف في عائلة تترية مسلمة بإحدى قرى بشكيريا بروسيا القيصرية، تلقى تعليمه في مدرسة "غاليا" الإسلامية، وبعد الثورة الشيوعية أصبح عضوا في اللجنة الإسلامية الثورية العسكرية بمدينة أورينبورغ.

في عام 1920 أصبح مفوضاً لجمهورية روسيا الفيدرالية في بخارى، ثم سكرتيرا للجنة المركزية في الحزب الشيوعي فرع بخارى، وبين عامي 1921- 1924م شغل منصب القنصل المفوض لروسيا والإتحاد السوفيتي في مدينة مشهد الإيرانية.

أصبح كريم حكيموف وكيلاً للسوفييت في المملكة الحجازية الهاشمية عام 1924م، وبعد دخول الحجاز تحت حكم الملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله- أصبح حكيموف أول قنصل للإتحاد السوفييتي في مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها بمدينة جدة من عام (1926- 1928م)، وكان الإتحاد السوفييتي أول دولة غير عربية تعترف بالمملكة العربية السعودية في فبراير 1926م.

أدى حكيموف فريضة الحج عام 1925م، وأصبح قنصلا عاما للإتحاد السوفييتي في اليمن (1929- 1931)، ثم أصبح الوكيل العام للإتحاد السوفييتي في المملكة العربية السعودية من عام 1936- 1937م، وصديقا شخصيا للملك عبد العزيز آل سعود.

رافق حكيموف الأمير فيصل بن عبد العزيز -والذي كان ممثل الملك السعودي في الحجاز ووزير الخارجية السعودي- في زيارته التاريخية لموسكو في مايو عام 1932م.

استدعي على عجل من جدة إلى موسكو ليتم محاكمته ثم إعدامه –بعد 4 أشهر- رميا بالرصاص بتهمة التجسس والمشاركة في منظمة معادية للثورة، ثم نفيت زوجته لمدة 8 سنوات، وعلى إثر ذلك قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع السوفييت.

لُقب "الباشا الأحمر"، و"حكيموف العرب" و"مبعوث ستالين لجزيرة العرب"، ويعد حكيموف رائد إقامة العلاقة الدبلوماسية السوفيتية مع العرب، وقد أدى دورا هاما في تطوير العلاقات الإقتصادية أيضا بين الإتحاد السوفييتي واليمن، إذا قام بتوريد الخشب والسكر والطحين والكيروسين من ميناء أوديسا إلى جدة.

قبل سنوات أصبح بيته في إحدى قرى بشكيريا متحفا يضم بعض متعلقاته الشخصية يحكي قصة رجل قضى حوالي 14 سنة في صحراء العرب.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)