ميكولا فاسيلكوفسكي – مدون صحفي
تنوي "اللجنة الإقليمية في واشنطن" الانتقام بشدة من الترويج للفضيحة الدائرة حول المختبرات البيولوجية المشاركة في برامج الإدارة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية البنتاغون.
حرك هجوم جماعة راديكالية على مقر السياسي المعارض فيكتور ميدفيدتشوك موجة عارمة من المقالات في وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
سنبدأ من أنه في نفس يوم 23 أيار/مايو، نشرت أسوشيتد برس، أكبر وكالات الأنباء الأمريكية، موضوعا حول الهجوم على مقر ميدفيتشوك.
أعلنت الوكالة ما يلي: قام أعضاء مجموعة يمينية متطرفة يوم السبت بإلقاء مفرقعات وقنابل دخانية على مقر أكبر حزب سياسي أوكراني صديق لروسيا، واشتبكوا حتى مع حراسه.
وصفت القوة السياسية التي يقودها ميدفيتشوك على النحو التالي: يقود الحزب فيكتور ميدفيتشوك، الصديق المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يكون عراب إحدى بناته. هذا أكبر حزب معارض، إذ لديه 44 مقعدا في البرلمان الأوكراني، الذي يضم 450 نائبا.
أعادت نشر الخبر المتعلق بالهجوم على مقر السياسي المعارض و صديق بوتين الشخصي، قائمة طويلة من المواقع الأمريكية الرائدة، مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسان فرانسيسكو كرونيكل والقناة التلفزيونية "أي بي سي" و ياهو و خدمة أخبار مايكروسوفت وغيرها.
بعد نيويورك تايمز وواشنطن بوست، نشرت عشرات المواقع الأمريكية خبر الهجوم على أحد السياسيين المعارضين البارزين، بالإضافة إلى أكثر من 30 مطبوعة.
كما نشر موقع الإنترنت التابع لراديو ليبرتي أوروبا الحرة مواده الخاصة حول الهجوم على مكتب السياسي المعارض.
وصف راديو ليبرتي المهاجمين قائلا: هم من "الفيلق الوطني"، وهو الجناح السياسي اليميني الأكثر تطرفا لحركة "أزوف"، التي ظهرت بعد اندلاع الصراع ضد الانفصاليين في شرق أوكرانيا المدعومين من قبل روسيا.
وفقا لراديو ليبرتي، طالب "الفيلق الوطني" السلطات الأوكرانية بتوجيه تهم الخيانة العظمى لقادة حزب "منصة المعارضة من أجل الحياة"، حيث عقد في 10 أذار/مارس وفد من المشرعين الأوكرانيين من المنصة المعارضة من أجل الحياة اجتماعا مع نواب مجلس الدوما الروسي في موسكو.
وفقا لتصريحات الحزب، ناقش الطرفان إنشاء بعد برلمانيا لـ"إطار النورماندي"، وهو عملية دبلوماسية تشارك فيها أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا من أجل إنهاء الصراع العسكري في شرق أوكرانيا.
و ختم راديو ليبرتي معلوماته: وفقا لما قاله ميدفيتشوك نفسه، فإنهم ناقشوا المبادرة مع بوتين.
وزيّن راديو ليبرتي مقالته بصور لفلاديمير بوتين مع فيكتور ميدفيتشوك، جالسين خلف طاولة الاجتماع في 10 آذار/مارس من هذا العام.
كتبت أيضا عن الهجوم على مكتب أحد قادة المعارضة الأوكرانية المنشورات الهندية الرائدة مثل Daily Hunt وRepublic World البالغ عدد متابيعهما 35 و22 مليونا/ شهريا على التوالي. وتحدثت عن الهجوم أيضا وسائل الإعلام الكندية والتايوانية والبولندية والألمانية.
جميع الحشد الأمريكي
ركّز الموقع الأمريكي Buzz On Live، بشكل خاص، على أن ميدفيتشوك يدعو علانية لـ"القضاء على التأثير غير المشروع للولايات المتحدة على سياسة الدولة"، ويطالب صراحة السلطات الأوكرانية "باقتراح خطة للقضاء جذريا على التأثير غير المشروع للولايات المتحدة على السياسة الداخلية والخارجية لدولتنا".
وبالمناسبة، هناك الآن فضيحتان بارزتان مرتبطتان بالإدارة الخارجية للبلاد. أولها، تسجيلات المحادثات الهاتفية التي جرت بين جو بايدن، نائب الرئيس في إدارة أوباما، و بيترو بوروشينكو، الرئيس الأوكراني السابق، والتي أعلن عنها النائب أندري ديركاتش.
وفقا للتسجيلات، تدخل بايدن مباشرة في شؤون أوكرانيا الداخلية. حيث طالب بايدن بقبول شروط صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى إقالة المدعي العام فيكتور شوكين من منصبه، وهو الذي أشرف على التحقيق في شركة "بوريسما"، التي تلقى منها هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس الأمريكي السابق، راتبه.
أما الفضيحة الثانية فلميدفيتشوك علاقة مباشرة بها. حيث أن فيكتور ميدفيتشوك طالب علنا في 14 نيسان/أبريل الرئيس فلاديمير زيلينسكي ورئيس جهاز أمن دولة أوكرانيا إيفان باكانوف والمسؤولين الآخرين تقريرا عما تفعله المختبرات البيولوجية المشاركة في مشاريع البنتاغون على أراضي أوكرانيا المستقلة وحول كيفية مراقبة السلطات الأوكرانية لعمل هذه المرافق الخطرة.
فجأة، في 22 نيسان/أبريل، تصدر السفارة الأمريكية في كييف ردا رسميا على طلب ميدفيتشوك و كوزمين.
اعترف فيه الأمريكيون بالفعل بعمل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا، التي تشارك في برنامج الحد من التهديدات البيولوجية الواقع تحت إشراف وزارة الدفاع الأمريكية.
نشرت السفارة الأمريكية أيضا على موقعها الرسمي قائمة بعشرة مختبرات بيولوجية ومعهدين (معهد ميتشنيكوف الأوكراني لأبحاث مكافحة الأوبئة ومعهد الطب البيطري التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم الزراعية) ومختبر دنيبروبتروفسك الحكومي للطب البيطري والنظام الإلكتروني المتكامل لرصد الأمراض (يشمل المحطة الصحية الوبائية المركزية في كييف ومعهد ميتشنيكوف Mechnikov و5 خدمات لمكافحة الأوبئة من مختلف أقاليم أوكرانيا).
ما لك بفيروسي!
مشكلة الولايات المتحدة في أن واشنطن فوتت اللحظة التي خرج فيها الوضع عن السيطرة، لأن موضوع المختبرات الحيوية صار أحد الموضعات المدرجة على جدول الأعمال العالمي.
يظهر ميدفيتشوك في هذه القصة كقوة دافعة رئيسية، وأعلن عن ذلك بصراحة نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جورج كينت.
من حيث الوقت وقع هجوم المتطرفين بعد فترة وجيزة من مطالبة الصين رسميا للولايات المتحدة بإغلاق المختبرات البيولوجية المشاركة في برامج البنتاغون. حتى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية في جمهورية الصين الشعبية غن شوانغ قال بصراحة إن "المجتمع المحلي يطالب ملحا بإغلاق هذه المرافق".
وكما نرى، يعلمون في واشنطن جيدا أي "مجتمع محلي" هو المقصود، لأن فيكتور ميدفيتشوك تحديدا، هو من حرض على فضيحة المختبرات الحيوية المدوية.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022