كغيرهم من مسلمي العالم، يحيي مسلمو أوكرانيا شهر رمضان المبارك في هذا العام بواقع مختلف فرضته جائحة "كورونا" عليهم وعلى جميع الدول.
ورغم أن المسلمين في أوكرانيا يشكلون أقلية دينية، وحياتهم تختلط مع غيرهم يوميا، منذ الصباح حتى المساء، إلا أن للشهر الفضيل في البلاد خصوصية وأجواء خاصة بهم، تنبع من العادات والنشاطات الرمضانية السنوية، سواء في الأسر، وبين الأقارب، وبطبيعة الحال، في المراكز الإسلامية والمصليات والمساجد والساحات المحيطة بها.
رمضان البيوت
بسبب الحجر الصحي المفروض، لعل سمة رمضان العام الحالي التي تميزه على غيره أنه "رمضان البيوت" أو "رمضان كورونا"، التي يلتزم فيها الصائمون تطبيقا لإجراءات الحجر الصحي المفروض، وفيها كل ما يخص رمضانهم، إن صح التعبير.
السحور والصلاة وقراءة وسماع القرآن وإعداد الطعام والحلوى في البيوت ضمن الأسرة الواحدة غالبا، فلا مطاعم ولا عزائم ولا خروج ولا صلاة تراويح في المساجد وجلسات (ووقفات) سمر بعدها.
تحول نشاط المطاعم إلى خدمة توصيل الحجوزات إلى البيوت بدلا عن استقبال الضيوف، وكذلك تفعل محلات بيع القطايف وغيرها من حلويات رمضان.
نشاطات ملغاة
في هذا العام، ألغت الجائحة معظم نشاطات المراكز الإسلامية والمساجد والمصليات، فهي مغلقة منذ أسابيع بتوجيهات السلطات، فلا جمع، ولا خطب، ولا حلقات قرآن وذكر، ولا دروس رمضانية تسبق الإفطارات، ولا إفطارات، ولا صلوات مفروضة أو صلوات تراويح أو تهجد وقيام ليل.
حول هذا الموضوع تحدثنا مع الأستاذ سيران عريفوف، وهو رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، الذي يعتبر أكبر مؤسسة تعنى بشؤون المسلمين في أوكرانيا، فقال "إن مسلمي العالم وأوكرانيا خسروا الكثير من أجواء رمضان الروحانية، ولكن، كلنا أمل أن تمر هذه الأزمة على خير، ويعود المسلمون إلى العبادة في المساجد باطمئنان وسكينة".
نشاطات "مبتكرة"
لكن الأزمة خلقت واقع نشاط جديد في المراكز والمساجد هذا العام، فالخيرية منها بقيت وزاد حجمها، والثقافية الإيمانية تحولت إلى الإنترنت، كما يقول عريفوف.
يقول موضحا: انتقلت دروس تعليم التلاوة وحفظ القرآن والذكر إلى مجموعات ومنافذ خاصة عبر تطبيقات الهواتف الذكية والإنترنت، وكذلك فعلنا مع الدروس والخواطر الرمضانية، فزادت -بحمد الله- مساحة التأثير ونسب الإقبال".
طرود غذائية
ولفت عريفوف أيضا إلى أن الاتحاد، بالتعاون مع سفارات عدة دول إسلامية، ومنظمات إغاثية، ورجال أعمال أتراك وباكستانيين وأفغانستانيين وعرب، جمع مع الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" أكثر من 3 آلاف طرد غذائي حتى الآن".
الطرود، بحسب عريفوف، توزع على جميع المحتاجين في كافة أرجاء أوكرانيا، من مسلمين محليين وطلاب وأبناء جاليات، كما خصص منها جزء أرادت السفارات أن يصل إلى أسر الطواقم الطبية العامل مباشرة على مكافحة جائحة "كورونا" وعلاج المرضى.
يختم عريفوف بالقول: "رمضان شهر خير وبركة مهما كان، وأثره في النفس باق، وإن كان في الظاهر غياب معظم أجوائه المعتادة".
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022