حرائق تشيرنوبل في أوكرانيا.. القصة والخطر والتداعيات

نسخة للطباعة2020.04.18

لانا بوروفسكا - صفوان جولاق

اشتعل حريق في غابات منطقة تشيرنوبيل المحظورة، في الفترة ما بين 4 و14 أبريل، وفي 16 أبريل، أعلنت وزارة الطوارئ السيطرة على الحرائق.

ومع ذلك، قال مقر عمليات مكافحة الحرائق إنه من السابق لأوانه القول أن الحريق تم إخماده بالكامل. فعلى الرغم من عدم وجود حريق، إلا أن أرضية الغابة ستظل مشتعلة لمدة أسبوع على الأقل، وفي ظل الظروف غير المواتية، قد تتحول مرة أخرى إلى لهب.

كيف حدث ذلك؟

وفقًا لخدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، تم الإبلاغ عن حريق على مساحة 20 هكتارا في منطقة تشيرنوبيل المحظورة بتاريخ 4 أبريل. اندلع الحريق في غابة كوتوفسك في الجزء الغربي من المنطقة. تمكن رجال الإنقاذ من كبح النيران بسرعة كبيرة، لكن الوضع كان معقدا بسبب نشوب حرائق جديدة.

حرق متعمد

تشير هذه الحقيقة إلى أن الحريق في منطقة الحظر لم يكن ناتجًا فقط عن حرق العشب، ولكن أيضا نتيجة الحرق المتعمد.

الوكالة الحكومية الأوكرانية المعنية بإدارة منطقة الحظر قال: "وفقا لمقر العمليات، هناك عدة بؤر للنيران في منطقة الحظر، وهي غير مترابطة جغرافيا وزمنيا".

من المعروف أن الوكالة قد اتصلت بالشرطة لطلب إثبات حقائق الحرائق المحتملة والإجراءات التي أدت إلى الحرائق. حتى الآن، اعتقلت سلطات إنفاذ القانون اثنين من المشتبه بهم.

اقتراب من المفاعل

في وقت مبكر من 9 أبريل، بدا الوضع حرجًا للمراقبين، فقد وصل الحريق إلى قرية تشيستوهاليفكا في غابة كوروهودسكي، ما يعني أن الحريق يقترب تدريجيا من منشأة تخزين النفايات النووية في بلدة بريبيات، وكذلك من المناطق السياحية المجاورة (تشيرنوبيل 2).

سارعت دائرة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا إلى إعلان أنه لا يوجد خطر إشعاعي في منطقة الحظر.

وقالت في بيان حول الشائعات والأخبار المنتشرة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي: "الغرض منها هو زيادة حدة التوتر وإثارة الارتباك في مجتمعنا الذي يواجه الوباء (كورونا)، لذلك، أيها الأصدقاء، هناك طلب، لا تصدقوا كل ما يقرأ حول الحرائق في منطقة الحظر. يمكننا أن نقول أمرا رئيسا: لا توجد تهديدات تحدد محطة الطاقة النووية ومرافق تخزين النفايات".

وأضاف نائب وزير الداخلية الأوكراني أنتون هيراتشينكو في هذا السياق أيضا أن "البنية التحتية الحيوية موجودة ضمن هياكل خرسانية مسلحة لا تحترق، وتم قطع جميع الأشجار المحيطة بها للحماية من حرائق الغابات".

في 13 أبريل، قال الرئيس فولوديمير زيلنسكي إنه كان على علم بالحريق في منطقة الحظر، وإن الحكومة خصصت 44.86 مليون هريفنيا (نحو 1.6 مليون دولار) من صندوق الاحتياط لمكافحة الحرائق.

عواقب الحريق

وفي حين لا يزال العمل مستمرا للتخلص من الحريق، لا يمكن حتى الآن حساب الضرر. 

يدعي بعض الناس أنه من الصعب القيام بذلك لأنه كان هناك 1566 حريقا في منطقة الحظر بين عامي 1993 و2018، دمروا المواقع السياحية والغابات بطريقة أو بأخرى.

وتقدر الوكالة الحكومية المسؤول عن إدارة منطقة الحظر، تقدر الخسائر بعشرات الملايين من الهريفنيات.

يصف بعض الناس حريق 2020 بأنه الأكبر في منطقة الحظر، مقارنة بحريق عام 1992. يقول آخرون إن منطقة الحريق لم تكن الأكبر مساحة، ولكن يمكن تسمية هذا الحريق بأنه الأشد، لانه لا يمكن التنبؤ به، ولأنه بؤر النيران ظهرت بشكل عشوائي متشتت.

الأكيد، بحسب الوكالة، أن مرافق المفاعل، ومرافق النفايات النووية، والمباني السكنية في بلدة تشيرنوبيل (حيث يعيش عمال المحطة حتى الآن) لم تتأثر.

خلفية الإشعاع

يرى الخبراء أنه لفهم كيفية تأثير الحريق على البيئة، من الضروري ليس فقط قياس مستوى خلفية إشعاع غاما، ولكن من الضروري أيضا اختبار عينات الهواء.

تم تنفيذ هذه القياسات باستمرار في منطقة الحظر، وفي العاصمة كييف، والمناطق المجاورة الأخرى.

دائرة الرقابة النووية تقول: "تبين نتائج المراقبة عدم وجود مستويات زائدة من الإشعاع في منطقة تشيرنوبيل. تشير البيانات المأخوذة إلى أن الحدث (الحرائق) لم يكن له آثار إشعاعية كبيرة على السكان والبيئة خارج منطقة الحظر، ولم يكن مصحوبا بتشكيل انبعاثات إضافية من النشاط الإشعاعي في البيئة".

تلوث كبير

ومع ذلك، وحتى لو صحت نظرية "السلامة الإشعاعية" إن صح التعبير، يبقى الأكيد أن الحرائق أدت إلى مستويات تلوث عالية في سماء مناطقها والمناطق المجاورة.

منذ عدة أيام، وبفعل عامل الرياح، لا تزال العاصمة كييف على رأس قائمة مدن العالم، من حيث نسب تلوث الهواء.

قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - وكالة "أوكر إنفورم"

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022