حذر موقع مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية من مغبة المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لدول أوروبا الشرقية، مؤكدًا أنها تقوض السلام الدائم في المنطقة.
وبحسب مقال للمحلل المتخصص في شؤون الدفاع لوك نيكاسترو، فخلال السنوات القليلة الماضية، تزايدت وتيرة تسليح الولايات المتحدة لأوروبا الشرقية عموما، ولأوكرانيا خصوصا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نفذت أو صادقت على تحويل معدات عسكرية متطورة إلى هذه المنطقة بعشرات مليارات الدولارات ضمن برنامج يُعرف باسم المبيعات العسكرية الخارجية.
شراء أنظمة
وأردف يقول: "منذ 2018، وقّعت كل دولة تقريبًا تقع في المنطقة بين ألمانيا وروسيا صفقات لشراء أنظمة عسكرية أمريكية رئيسية، وبعيدًا عن حزمة المساعدات العسكرية سيئة الصيت التي تبلغ قيمتها 391 مليون دولار إلى أوكرانيا، وقّعت بولندا صفقات لشراء طائرات (إف 35) الشبحية وأنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية، وأنظمة الراجمات الصاروخية سريعة الحركة (هيمارس) وصواريخ (جافلين) المضادة للدبابات".
وأضاف: "كما بدأت بلغاريا وسلوفاكيا عمليات شراء طائرات «إف 16»، وبدأت جمهورية التشيك ولاتفيا وليتوانيا شراء طائرات مروحية من طراز (بلاك هوك)، بينما اشترت رومانيا راجمات (هيمارس) وأنظمة صواريخ باتريوت إضافية، كما اشترت سلوفينيا وليتوانيا وجمهورية الجبل الأسود مركبات (هامفي) لتحل محل المركبات التكتيكية الخفيفة لديها".
وبحسب الكاتب، تمثل هذه المبيعات مجتمعة أكبر عملية ضخ للسلاح في المنطقة منذ نهاية الحرب الباردة، ومع ذلك فلم تثر سوى القليل من النقاش والتدقيق.
تقويض النظام
ومضى يقول: "تؤكد الخارجية الأمريكية أن هذه المساعدات العسكرية تسمح للولايات المتحدة بمواصلة الضغط على روسيا، التي تواصل تقويض النظام الدولي القائم على القواعد، بيد أنه أكد أنه إذا كان الهدف هو الحفاظ على سلام مستقر في أوروبا، فإن هذه المساعدات العسكرية تثير شكوكا".
وأشار إلى أن إغراق هذه المنطقة المتوترة أصلًا بالسلاح سيزيد احتمال حدوث أزمة فيها، مضيفًا: "عندما ترى موسكو خصومها يحصلون على قدرات مهمة جديدة، سيدفعها هذا لزيادة استثماراتها الدفاعية، وهذا بدوره سيخلق المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة وحلفائها لمواصلة حشودهم العسكرية".
وشدد على أنه بمجرد انطلاق سباقات التسلح، سيكون من الصعب إيقافها، وستزيد مراكمة الأسلحة بشكل كبير من احتمالية استخدامها. وأضاف: يمكن لصادرات السلاح أيضًا أن تقلل من قدرتنا على إدارة الوضع الجيوسياسي، العداء الحاصل بين شركائنا الأوروبيين الشرقيين يعكس مصالح متباينة تتعارض غالبًا مع المصالح الأمريكية، منها على سبيل المثال النزاع الأخير بين بولندا وروسيا بشأن السرد التاريخي للحرب العالمية الثانية.
نفوذ وقوة
وأوضح أنه بالرغم من أن نفوذ روسيا في المنطقة وبين جيرانها سيبقى حقيقة على المديين القريب والمتوسط، غير أن الفجوة بين القوة الروسية وقوة جيرانها تتضاءل.
ولفت إلى أن المشتريات الكبيرة للسلاح التي تقوم بها دول أوروبا الشرقية ستقوّض من تفوّق روسيا الإستراتيجي بصورة أسرع من المتوقع.
وأضاف: "هذا بالطبع هو هدف المساعدات العسكرية الأمريكية، لكن لو خلصت موسكو إلى أنها لن تستطيع تغيير مسار هذا الانحدار النسبي لقوتها، فسيكون من المغري لها تصعيد أنشطتها على الأرض، حيث يظل تفوقها العسكري التقليدي على أوسع نطاق ممكن".
وأشار إلى أن هذا النوع من التفكير كان أحد العوامل المؤدية للحرب العالمية الأولى، وذلك عندما شعر المخططون الإستراتيجيون الألمان بأن قوة روسيا تتزايد مع مرور كل عام على حساب القوة الألمانية، ما دفعهم لإطلاق حرب هجومية تمتلك فيها ألمانيا اليد العليا.
قناة "أوكرانيا برس" على "تيليغرام": https://t.me/Ukr_Press
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
وكالات
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022