أوليكسي هاران أستاذ العلوم السياسية في جامعة الوطنية الأكاديمية "كييف موهيلا"
شيئا فشيئا، يفقد الرئيس كل من وفر له الشرعية في البداية، ومن كانوا بمثابة مُؤشر إيجابي معين بالنسبة إلى الغرب، وهذا يدعونا للتساؤل.
لم أكن من أنصار حكومة أوليكسي هونتشاروك، وقد ذكر الخبراء أن أعمال الوزراء ومناهج الحكومة عموماً كانت مليئة بعدم المهنية وإلى درجة كبيرة؛ ومع ذلك، أصبحت العلاقات العامة (الدعاية) بالنسبة للرئيس الأوكراني سببا رئيسيا لتنحية رئيس الوزراء.
تراجعت شعبية السلطة في استطلاعات الرأي، وسيواجه كل من أوليكسي هونتشاروك رئيس وزراء السابق، ورسلان ريابوشابكا المدعي العام السابق، سيواجهان اتهامات تتعلق بعرقلة تنفيذ الوعود التي قدمها الرئيس الأوكراني عند توليه الحكم.
علينا إضافة أن إقالة هونتشاروك هي ما أراده إيهور كولومويسكي (رجل الأعمال وصاحب النفوذ البارز في أوكرانيا). هذا أمر مفهوم، لأن الأخير يحتاج إلى الفوضى.
لا يتمكن فولوديمير زيلينسكي من تنفيذ وعوده، ولا تنجح الشخصيات الجديدة في تنفيذ مهامها؛ وعلى كل حال، يبدأ الرئيس إلى درجة ما في البحث عن حل وسط مع رجال الأوليغارشية.
دعونا ننظر إلى حقيقة أن زيلينسكي الآن يفقد كل من وفر له الشرعية في البداية، ومن كانوا بمثابة مؤشرات معينة بالنسبة إلى الغرب، وهم أوليكساندر دانيليوك أمين مجلس الأمن والدفاع القومي السابق، ورسلان ريابوشابكا المدعي العام السابق، وتيموفيي ميلوفانوف وزير التنمية الاقتصادية والتجارة والزراعة السابق، وأوليكسي هونتشاروك رئيس الوزراء السابق الذي عمل في مكتب "التنظيم الفعال" مع شركائنا الغربيين قبل توليه المنصب.
النتيجة هي ظهور الناس الذين يمكن وصفهم بــ"عديمي الاسم". معرفتنا بالكثير من هؤلاء الناس محدودة جدا، حتى أننا لا نتصور مَوقِفهم السياسي الحقيقي.
أما أرسين أفاكوف وزير الداخلية الأوكراني، فهناك الكثير من التفسيرات لأسباب احتفاظه الناجح بمنصبه. إنه يسيطر على الهيكل الأمني، وله تأثير على الراديكاليين اليمينيين؛ ومع ذلك، يُظهِر بقاؤه أنه ليست هناك إمكانية لاستبداله، و قد تكون لديه المعلومات يضغط بها على فولوديمير زيلينسكي.
الأمر العجيب هو أنه الوحيد الذي بقي من الحكومة السابقة؛ وهو نفس أفاكوف الذي فشل بالإصلاحات، وأوقع بالرئيس الأوكراني من خلال توريطه بمتابعة ملف اغتيال الصحفي "شيريميت".
بصراحة، لا أفهم جيداً ما الذي يريده زيلينسكي الآن. عندما تولى الحكم، كلنا جميعا أعطيناه المصداقية. حتى أنني كنت أثق به آملا في نموه، وذلك بالرغم من أنني كنت واحدا من منتقديه. لكني الآن لا أرى ذلك، وعلى العكس، ما أراه هو مواصلة الشعبوية، حيث يكون للرئيس مأرب وحيد هو الاحتفاظ بمعدلات الرأي العام (و بأي ثمن كان)، و يتم انتقاء المرشحين انطلاقا من مبدأ الولاء الشخصي.
إنه نموذج سيء جدا، عندما يتم الحكم على الحكومة من قبل مكتب الرئيس الأوكراني، مما يتسبب في تحديد أعمال الحكومة، وجعلها تتوقف عن تحقيق المآرب بسبب أعلى سلطة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022