في الذكرى 206 لميلاد الأديب الأوكراني تاراس شيفتشينكو.. حقائق غائبة

نسخة للطباعة2020.03.09

يصادف اليوم، 9 آذار/ مارس، الذكرى الـ 206، لميلاد تاراس شيفتشينكو الأوكراني الكبير (1814-1861)، وهو ليس كبير شعراء أوكرانيا والكاتب والرسّام والناشر فحسب، بل كان ناشطاً سياسياً واجتماعياً في آن.

لا تخلو مدينة من شارع أو مؤسسة تعليمية باسمه، وتنتشر تماثيله في أنحاء البلاد وتتزين بالزهور في آذار/مارس من كل سنة احتفاءً بمولده.

يعتبره الناس أعظم الشعراء ويندر أن تجد من لا يحفظ عن ظهر قلب قصائده، إلا أنّه كان يرى نفسه مجرد "كوبزار" (أي عازف الكوبزا، وهي آلة وتريّة موسيقيّة تشبه العود)، وقد أطلق هذا الاسم على مجموعته الشعريّة الرئيسة.

وفي هذه المناسبة جمع فريق "ان في ستايل" عشرين حقيقة غائبة عن حياة الشاعر.

1. كان تاراس شيفتشينكو قصير القامة، لم يتجاوز طوله 164 سم.

2. كان مشروب تاراس المفضل الشاي مع الروم، وفق معاصريه لم يكن الشاعر مثاليًا، وأحب شرب الكحول. صادق لفترة فيكتور زاكريفسكي، الذي أسس في تلك الفترة جمعية فكاهية للشرب، وقد انتخب الشاعر في إحدى جلساتها رئيسًا. خلال رحلته إلى أوكرانيا، سنة 1843، قام بزيارة إلى هذه الجمعية، كي يعاقر المشروبات الكحولية النبيلة، ويتحدث عن أحوال الحياة ومناهضة الاستبداد الروسي.

وقد كتب عالم الإثنوغرافيا الأوكراني ميكولا بيلوزيرسكي أن الشاعر حين كان في سان بطرسبورغ، كان مولعًا بزيارة الحانة القريبة من البورصة ، حيث يتجمع بحارة السفن الأجنبية. وبعد الشراب يغدو شيفتشينكو متحمسًا للغاية، يضرب بقوة قبضته على الطاولة، ويتعارك مع الآخرين ويلعنهم. قال المؤرخ نيقولاي كوسيتماروف، إن الشاعر كان على العكس من ذلك، إلا أنه لم ينكر إدمانه على الكحول.

3. عام 1975، أطلق اسم تاراس غريغوررفيتش شيفتشينكو على إحدى حفر كوكب عطارد.

4. عدد تماثيل تاراس شيفتشينكو في العالم 1384 تمثالا، 1256 تمثالا منها في أوكرانيا، و128 تمثالا في 35 دولة حول العالم، من البرازيل إلى الولايات المتحدة الأميركية وغيرها.

أقيم أول نصب تذكاري للشاعر سنة 1881، في مدينة فورت شيفتشينكو، وفي العام عينه ظهر أول نصب تذكاري للشاعر في أوكرانيا في قصر ألتشيفسكي في مقاطعة خاركيف.

من المقرر إزاحة النصب عن تمثال الشاعر في فلورنسا خلال الشهر الحالي، وهو عبارة عن مشروع إبداعي مشترك لفريق مكون من أوليه بينتشوك، بوهدان توماشيفسكي، وفولوديمير شولودكو. أما في لبنان فتزاح الستارة النصب التذكاري لتاراس شيفتشينكو الرسام في الحديقة الأوكرانية في بعبدا، في أيار/ مايو المقبل، واليوم في 9 آذار 2020، تزاح الستارة عن لوحة تذكارية لقصيدة تاراس شيفتشينكو "الميثاق"، بترجمة الكاتب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة.

5. الطبعة الأصغر في العالم للكوبزار (ديوان أشعار شيفتشينكو) قياس صفحتها حوالي نصف ملليمتر مربع، وهي أصغر من بذرة الخشخاش. وقد أبدعها الأوكراني ميكولا سيادرستي. ولا يمكن تصفح هذا الكتاب إلا باستخدام طرف شعرة حادة نظرًا لصغر حجمه.

6. خلال حياة تاراس شيفتشينكو اكتسب سمعة كبيرة كرسام، وليس كشاعر. كان الطالب المفضل دلى كارل بروللوف، وعام 1860، حصل على لقب أكاديمي في فنون الرسم والتنميش من قبل الأكاديمية الإمبراطورية للفنون في مقابل تنميشه لوحة ريمبراندت بريتش عن العمال في كروم العنب.

7. تصل مساحة أكبر صورة للكوبزار إلى 500 متر مربع، رسمت في خاركيف على جدار مبنى مؤلف من 17 طبقة، في ممر "سادوفا، 30"، وقد دخلت هذه اللوحة في سجل الأرقام القياسية الأوكرانية. وقد رسم هذا الغرافيتي في الليلي لمدة أسبوعين.

8. عام 2002، ظهرت ورقة نقدية في جمهورية ترانسنيستريا الملدوفية، غير المعترف بها، تحمل صورة تاراس شيفتشينكو على جانبها المامي. وقد حلت هذه الورقة النقدية محل ورقة أخرى من فئة خمسين ألف روبلا، عليها صورة نصب تاراس شيفتشينكو التذكاري أمام جامعة تيراسبول.

9. تلقى الكوبزار تعليمه الأساسي في مدرسة الرعية ولمدة عامين فقط. ويدين الشاعر في حقل المعرفة بالكثير للبارونة صوفيا غريغوريفنا إنغيلغارت، التي علمته البولندية والفرنسية، وقد تلقى تاراس المعارف الأساسية في اللغات من المتحدثين بها.

10. المتحف الأكثر شهرة المخصص بكامله لديوان شيفتشينكو "الكوبزار"، يقع في تشيركاسي. وقد ترجم الكوبزار إلى أكثر من مئة لغة. كما طبع خلال حياة الشاعر أربع مرات، وبلغ مجموع النسخ الموزعة للديوان خلال الحقبة السوفياتية ثمانية ملايين.

11. كان الشاعر يرتدي ملابس أنيقة دائمًا، حين كان يعمل رسامًا في سان بطرسبورغ ويتقاضى الكثير من المال لقاء بيع لوحاته الناجحة. وقد كتب في مذكراته عن سعادته في الحصول على معطف مطاطي واق من المطر في مقابل مئة روبل، وقد كان هذا المبلغ كبيرًا جدا في ذلك الوقت.

12. تتضمن رسالة تاراس شيفتشينكو إلى شقيقه، ميكولا عددا كبيرًا من الخطاء النحوية والإملائية. وهي رسالة مثيرة للاستغراب. لماذا كتبها الشاعر على هذا الشكل؟

13. بلغت الفدية التي دفعت لتحرير الشاعر من العبودية ألفين وخمسمئة روبل، أي ما يعادل 45 كيلوغرامًا من الفضة. وقد استطاع جمع هذا المبلغ الكبير أستاذ الكوبزار كارل بروللوف، الذي رسم لوحة بورتريه فاسيلي جوكوفسكي وباعها في مزاد علني. ووفق بعض التقارير، تم توفير جزء من المبلغ من قبل العائلة افمبراطورية، حيث خصصت الإمبراطورة ألكسندرا فيدوروفنا مبلغًا وقدره 400 روبلا، ووريث العرش ألكسندر الثاني 300 روبلا، والأميرة يلينا بافلوفنا 300 روبلا.

14. نظم تاراس شيفتشينكو قصيدته الشهيرة "زابوفيت" ("الميثاق" أو "العهد"، التي ترجمها إلى العربية الكاتب اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة في الذكرى الـ 150 لولادة الكوبزار سنة 1964)، سنة 1845، أي قبل وفاته بنحو 15 عامًا. وفي حفل عيد ميلاده الأخير أعرف عن رغبته في أن يدفن في موطنيه كانيف. وفي اليوم التالي، أي في 10 آذار/ مارس، توفي تاراس غريغوريفيتش.

15. في أوكرانيا، تحمل 164 قرية وبلدة اسم تاراس شيفتشينكو، بالإضافة على فورت شيفتشينكو في كازاخستان، وأكثر من 20 بلدة في روسيا الاتحادية، ويحمل الاسم خليج في بحر الأورال، وجبل في هضاب القوقاز الشمالية الكبرى.

16.  قضى الشاعر من حياته نحو 15 عامًا في أوكرانيا فقط، فقد تركها حين كان في الرابعة عشرة من عمره مع مالك الأراضي إنغلغاردت، الذي استخدمه منذ طفولته، وفيما بعد كان يعود إلى أوكرانيا بهدف الزيارة فقط.

17.  وقع تاراس شيفتشينكو في الحب أكثر من مرة في حياته. ومن بين النساء اللواتي أحببنه رفيقته القروية أوكسانا كوفالينكو، الخياطة البولندية دزيونيا غوسيكوفسكايا، آماليا كولبيرغ، الأميرة فارفارا ريبينا – فولونسكايا، زوجة العقيد آنا زاكريفسكايا، آنا أوسكوفا. وبعد عودته من المنفى، وقع تاراس في حب الممثلة يكاترينا بيونوفا، البالغة من المر 14 عامًا، وكان حبه الأخير للخادمة لوكيريا بولوسماك، التي كانت في العشرين من عمرها. 

وكان الشاعر حتى وفاتته يحلم في العثور على الحب وتأسيس أسرة، لكن لم تصمد علاقاته مع النساء لوقت طويل. بالإضافة إلى ذلك، قيلت شائعة عن أن الشاعر كان على علاقة مع زوجة ميخائيل مكسيموفيتش، ماريا، التي ولد لديها ابن بعد تسعة شهور من العلاقة، لكن هذه مجرد شائعة روج لها بعض المؤرخين، ولم يكن تاراس أبدًا ليقوم بأمر كهذا مع زوجة صديقه المقرب مكسيموفيتش.  

18.  يرجح بعض المؤرخين أن تاراس قد يكون ابن السيد الإقطاعي، بناء على بعض السجلات وعدم موثوقية مسقط رأس الشاعر. ففي وثيقة ولادة الشاعر كان اسم امه أعافيا مذكورًا في البداية فقط، لكن هذا الاسم مشطوب بقلم آخر وسُجّل اسم الأم يكاترينا. ثم وجدت وثائق عن والده غريفوري إيفانوفيتش شيفتشينكو. علاوة على ذلك، ووفق هذه الوثيقة ولد تاراس في قرية مورينتسي، وبعد ذلك بعامين انتقلت الأسرة على قرية كيريلوفا، لكن الشاعر نفسه في سيرته الذاتية، ادعى أنه ولد في كيريلوفا.

19. شارك تاراس شيفتشينكو في أنشطة "أخوية كيريل وميثوديوس"، التي تم اعتقال أعضائها بسبب أنشطتها المعادية للإمبريالية. لم يثبت تورط الشاعر، لذلك أرسل عام 1847 إلى المنفى بسبب "أعمال فردية" (أنشطة ذات طابع معاد للسلطات). كعضو في هذه المنظمة السرية، طرح شيفتشينكو أفكاره حول الحكم الذاتي لأوكرانيا ضمن اتحاد الدول السلافية، على أن تكون عاصمته كييف.

20. لدى تاراس شيفتشينكو قبران، كما هو معلوم، فقد دفن بداية الأمر في سان بطرسبورغ، لكن بعد ذلك بشهرين نقل جثمانه إلى كانيف.اليوم، في موقع الدفن الأول يرتفع نصب حجري تذكاري للشاعر. وقد نفذ عملية إعادة الدفن الفنان غريغوري تشساخوفسكي وميخائيل لازاريفسكي، اللذان كانا صديقين مقربين من الشاعر. وقد رافقت التابوت على طول الطريق فرقة من الوركسترا العسكرية، ورجال دين، والطلاب. وعند توقف الموكب في كنائس البلدات التي مرّت بها الجنازة، كان ممثلو المجتمعات المحلية يتوافدون لتكريم ذكراه. وقد تم تنظيم حفل ضخم لإعادة دفن الشاعر في أوكرانيا، بمشاركة الطلاب والعاملين في الشأن الثقافي والمواطنين العاديين.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022