في أوكرانيا.. استعانة بالكلاب لمعالجة الجنود

نسخة للطباعة2020.03.09

تستعين أوكرانيا حيث تتواصل الحرب مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا، بكلاب مدرّبة لمساعدة المقاتلين على تجاوز إجهاد ما بعد  الصدمة.

بقي فاسيل الذي رفض الافصاح عن اسمه كاملا  وهو جندي أصيب على الجبهة ودخل إلى المستشفى قبل أكثر من شهر، متوترا ومتقوقعا على نفسه قبل أن تحت سحر الكلب ريكي الذي يلعب معه في ممرّ في المستشفى العسكري الرئيسي في البلاد الواقع ضمن مجمّع ضخم في وسط كييف.

يقول الرجل النحيل (47 عاماً) لوكالة فرانس برس "ربّما يكون ذلك أفضل مهدئ"، وذلك إثر دخوله إلى أول موعد مع "معالجه" الذي وضعت له سترة برتقالية مكتوب عليها "كلب الخدمة" و"صديق البطل". 

ويشهد شرق أوكرانيا منذ ست سنوات حرباً مع الانفصاليين الموالين لروسيا، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل من ضمنهم 4 آلاف جندي أوكراني لقيوا حتفهم على خطوط  جبهة القتال، بالإضافة إلى إصابة 10 آلاف آخرين من أصل أكثر من نصف مليون شخص خدموا أو ما زالوا يخدمون ضمن عديد الجيش الأوكراني.

في الواقع، كان الحيش الأوكراني في حالة يرثى لها ومن مخلفات الحقبة السوفياتية، عندما نشبت الحرب. لكن منذ ذلك الحين، قامت الحكومة بمساعدة متطوّعين بتحسين أوضاعها المادية وعلاج الجنود في المستشفى.

"جسر" بين المريض والطبيب النفسي

أطلق برنامج "صديق البطل" الذي استفاد منه فاسيل، في العام 2015، بفضل مدرّبي كلاب كنديين ساعدوا في تدريب الكلاب.

ومنذ ذلك الحين، استفاد أكثر من ألف جندي من العلاج مع الكلاب، حسب ما أعلنت منسّقة البرنامج أولغا سميرنوفا، مشيرة إلى أن عشرين كلباً يشارك في البرنامج.

و تشرح ناتاليا تشوبرون، صاحبة الكلب ريكي الذي يشارك في البرنامج منذ أربع سنوات أن "هذه الكلاب لا تتفاعل بعنف مع اعتداءات الآخرين، وهي مطيعة للغاية". وتضيف بأن الحيوانات تلعب مع المرضى، بحيث تصبح "جسراً بين البشر والمتخصّصين الذين يعتنون بهم مثل أطباء النفس والمعالجين الفيزيائيين"، فضلاً عن أنها تتدخّل في حال حصول نوبات مع المرضى، وتقول "لقد عانى أحد المقاتلين من نوبة خوف. لكن استلقاء ريكي إلى جانبه جعله يهدأ".

وفي هذا السياق، تقول فيكتوريا وهي طبيبة نفسية في المستشفى العسكري في كييف، إن معدّلات "القلق والاكتئاب انخفضت فيما تحسّنت نوعية النوم لدى أكثر من نصف المرضى".

من جهة أخرى، تنتقل بعض الحيوانات للعيش في منازل المرضى. وهذه حالة المقاتل السابق ألكسندر (38 عاماً) الذي أشار إلى أن اللابرادور "ديب بوربل" غيّر حياته بعد انتقاله إلى شقته على مشارف كييف.

فبعدما كان الشاب يعاني الأرق سابقاً، بات حالياً ينام بشكل أفضل ويشعر بهدوء أكبر.

في أحد الأيام، وجد نفسه غارقاً في ذكرياته المؤلمة في الشارع، لكن الكلب ساعده على التماسك، ويقول ألكسندر إن الكلب "يتحرّك قبل أن أشعر بالمشكلة حتى".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات - رويترز

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022