تحت هذا العنوان، كتب أوليكساندر بولافين الباحث السياسي الأوكراني مقالا في مجلة "كوريسبوندينت"، وهذه أهم النقاط التي ذكرها:
الصفقة خيطت بخيط أبيض، وصهر ترامب الذي ألفها وأسماها بصوت عال "صفقة القرن" تحمل مفارقة كبيرة، خاصة وأن الجانب الآخر في هذه الصفقة غائب.
إن رفض القيادة الفلسطينية في البداية مثل هذه "التسوية"، لأنها لم تضفي الشرعية على الماضي فحسب، بل وأيضاً الفتوحات الجديدة التي قامت بها إسرائيل لأراضي أجداد فلسطين.
إن الموقف الفلسطيني واضح وثابت في رفضه لقرارات ترامب المتعلقة بالقدس وغيرها من القضايا، وكذلك كل ما يتعلق بهذه الصفقة.
إذاً، هذه الصفقة ليست بين إسرائيل وفلسطين، ولكن بين واشنطن وتل أبيب. علاوة على ذلك، فمن الواضح أن الأهداف المتعلقة بها أنانية جدا.
لم يتمكن صهر ترامب كوشنر، الذي كان يخطط لـ خطة تسوية"، من افتراض أنه بعد ثلاث سنوات سيبحث عن مجموعة متنوعة من الأسباب المهمة لتقويض عملية اقالة ترامب من منصبه، ولعل "صفقة القرن" أمر مهم للدعاية لترامب، والبحث عن داعمين جدد داخل الولايات المتحدة، وهو سبب وجيه بما فيه الكفاية.
لماذا سمحت لنفسي في العنوان بمثل هذا التعريف القاسي والمهين: "اللصوص"؟
من المفارقات، ولكن بعيدا عن كونها معادية للولايات المتحدة، عرضت القوات الجوية البريطانية عشية هذا الاجتماع بوضوح تام التوقيع المحتمل على "صفقة القرن" كنتيجة 70 عاما من الاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
على وجه الخصوص، يتذكر مراسلو سلاح الجو أن الفلسطينيين تخلوا بالفعل عن 78 بالمائة من أراضيهم التاريخية لصالح اسرائيل، والآن يريد ترامب، إلى جانب نتنياهو، الموافقة على الاستيلاء على أرض أكبر للمستوطنات اليهودية، إلى جانب القدس الشرقية، التي يعتبرها معظم السياسيين حتى الآن عاصمة للحكم الذاتي الفلسطيني.
علاوة على ذلك، يتخذ المفاوضون مثل هذه الإجراءات القاسية ضد الدولة التي لا يمكن أن تدافع عن نفسها بنفسها، ولا يوجد على وجه الخصوص أي شخص يدافع عنها، باستثناء الأمم المتحدة "بلا أسنان"، لذا فإن الخطة التي اتخذتها واشنطن وإسرائيل ليست أكثر من عملية نهب.
لماذا يسعى ترامب إلى سلام هش في الشرق الأوسط، وهو ليس يهوديا إسرائيليا، فهو على الأرجح ابن أجداده الألمان؟
ترامب ليس سياسيا، ولكنه رجل استعراضي يحتاج إلى انتصارات دولية رفيعة المستوى لصرف الرأي العام داخل الولايات المتحدة عن عملية عزله، فقد بدأها بالخلاف مع الصين، واغتيال الجنرال سليماني، والضغط الشديد على إيران، والتهديد بفرض عقوبات واسعة النطاق على أوروبا، إلخ. كل هذه الأمور لا تعطي تأثيرا إيجابيا كاف بالنسبة له.
اندفع ترامب بحثا عن انتصارات مهمة، من شأنها أن تلقي بظلالها على الشهادة ضده في الكونغرس
نتنياهو ضعيف بنفس القدر، حيث تمت محاكمته من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية في ثلاث قضايا جنائية. وإذا نجح حتى في عدم الوصول إلى المحكمة قبل انتخابات 2 مارس، فإن صفقة واشنطن هي محاولة جادة لكسب أصوات إضافية في هذه الانتخابات، والتي ربما، للمرة الثالثة، ستسمح له بتشكيل حكومة إسرائيلية.
السياسيان اللذان يشعران بالقلق من مستقبلهما المهين المحتمل، ليسا قلقين للغاية من حقيقة أن الغالبية العظمى من الدول على هذا الكوكب تدين بشكل لا لبس فيه هذه الصفقة الأمريكية الإسرائيلية، ويعتقد معظم بقية العالم أن الإسرائيليين ينتهكون القانون الدولي، الذي يحظر التوطين بقوة الاحتلال.
أعلن ترامب في مؤتمر صحفي مع نتنياهو في واشنطن أن القدس هي "عاصمة إسرائيل الوحيدة وغير القابلة للتجزئة". بدا له أن مثل هذا البيان المثير للشفقة سيشجع ويشتت انتباه الصحفيين والسياسيين.
ومع ذلك، فقد كرر هذه العبارة فقط من مرسوم الكنيست الإسرائيلي في 30 يوليو 1980. واسمحوا لي أن أذكركم بأن مجلس الأمن الدولي لم يعترف بهذا القرار الصادر عن الكنيست، ودعا في 20 أغسطس جميع الدول إلى سحب سفاراتها من القدس.
يجب أن نتذكر هنا أن هناك قوة مؤثرة واحدة، باستثناء غواتيمالا وباراغواي، التي دعمت مبادرة واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس. علاوة على ذلك، أدان العديد من البلدان مغامرة ترامب، على الرغم من أن دونالد ترامب قال إن الولايات المتحدة ستتوقف عن تقديم المساعدات المالية للبلدان التي تدعم قرارا يدين قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
هل يعتبر اثنان من السياسيان الأنانيان (ترامب ونتنياهو)، إلى جانب مجموعة من المستشارين غير الأخلاقيين، أنه بإعجاب القيادة الفلسطينية بخمسين مليار دولار، فإنهم يجبرونهم على التخلي عن أرضهم ومقدساتهم ومقابر أجدادهم؟!.
المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس"
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022