حول مستجدات العلاقات الروسية البيلاروسية وعلاقة أوكرانيا بهما، كتب الإعلامي والمحلل السياسي "فيتالي بورتنيكوف" مقالا بموقع صحيفة "نوفايا فريميا"، وهذه أهم النقاط التي ذكرها:
اختار بوتين، في اتصاله مع الرئيس البيلاروسي، تكتيكا يشبه بشكل مفاجئ حواره مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وقال السفير البيلاروسي لدى روسيا إن بلاده وروسيا تواصلان العمل على تنسيق خرائط الطريق من أجل التكامل، وحل مشكلة أسعار الطاقة في عام 2020.
اتفق الرئيسين الروسي والبيلاروسي على أن الأهداف طموحة ويجب ألا تتغير، بهدف الانتقال إلى تشريعات ضريبية موحدة، وإنشاء أسواق موحدة للنفط والغاز والكهرباء، وإنشاء برلمان وحكومة واحدة مع بعض الصلاحيات.
ومع ذلك، بعد ساعات قليلة من نشر هذه التصريحات المتفائلة، فنّدت السفارة البيلاروسية في روسيا سفيرها وقالت إن الكلمات عن برلمان وحكومة واحدة قد خرجت من سياقها.
وبعد ذلك أصبح من المعروف أن اجتماع رئيسي روسيا وبيلاروسيا المقرر عقده في 8 ديسمبر قد لا يتم ، لأن الطرفين فشلا في الاتفاق على برنامج تكامل واضح..
كان البادئ في هذا الاجتماع هو الرئيس البيلاروسي، ألكساندر لوكاشينكو، لكن فلاديمير بوتين ، في اتصاله مع الرئيس البيلاروسي، اختار التكتيكات التي تشبه بشكل مفاجئ حواره مع رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، حيث يحدد بوتين الشروط، واذا لم يستجب لوكاشينكو لمطالب الكريملن فإن الاجتماع لن يكون بين الجانبين.
لم يعد بوتين بحاجة للكلمات، انه يحتاج لبيلاروسيا، ومن الواضح أن الشروط التي يتعين على لوكاشينكو الوفاء بها هي أكثر خطورة من الشروط التي وضعها لزيلينسكي، حيث كان على الرئيس الأوكراني أن يوافق على "صيغة شتاينماير" سيئة السمعة، وسوف يتحدث إليه بحضور الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية، لكن لوكاشينكو يجتمع مع بوتين دون وسطاء، والشرط بالنسبة له هو بسيط جدا - تسليم بيلاروسيا لروسيا من خلال الموافقة على مقترحات التكامل بشروط روسيا التي اقترحتها.
الرئيس لوكاشينكو يقاوم قدر استطاعته، لكن سفيره في روسيا لا يتحدث عن طريق الصدفة ليس فقط عن التكامل، ولكن أيضًا عن الحاجة إلى تنسيق أسعار الطاقة، فالاقتصاد البيلاروسي ليس في أفضل حالة ويعتمد على روسيا بشكل كبير.
لم يعد بوتين بحاجة للكلمات مع الرئيس البيلاروسي، بل يُحاول الاستفادة من معاهدة "دولة اتحادية" ، التي تم التوقيع عليها مرة أخرى في أيام الرئيس الأسبق بوريس يلتسين ، لكنها لم تنفذ، وذلك بسبب أن لوكاشينكو لم يرغب في تقاسم السلطة مع يلتسين وبوتين.
موسكو قررت الانتظار حتى اللحظة التي يفقد فيها الرئيس البيلاروسي الكثير من فرص للمناورة، وإذا نجح لوكاشينكو في "الضغط" حتى 8 ديسمبر الجاري ، يمكن أن يذهب بوتين إلى باريس لحضور "رباعية النورماندي" بقلب خفيف من أجل "الضغط" على زيلينسكي، وتأجيل امتصاص بيلاروسيا.
بوتين لا يزال يأمل في أن نجاح مخططه، ولم يستبعد الكرملين بعد عقد اجتماع بين الزعيمين الروسي والبيلاروسي قبل نهاية العام.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الإعلام المحلي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022