أحيى تتار شبه جزيرة القرم يوم الأحد الموافق 18 من مايو/أيار ذكرى مأساة تهجيرهم السبعين عن موطنهم القرم، ففي مثل هذا اليوم من كل عام يتظاهر عشرات الآلاف من تتار القرم في ساحة "لينين" وسط مدينة سيمفروبل عاصمة شبه الجزيرة لاحياء ذكرى نكبتهم السبعين، حيث هجروا قسراً في 18 من مايو عام 1944م على يد نظام زعيم الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين بدعوى الخيانة إلى سيبيريا و كازاخستان و اوزبيكستان و طاجاكستان و جمهوريات أخرى.
هذا العام تأتي ذكرى مأساة تتار القرم في ظل إحتلال الجزيرة من قبل روسيا و ضمها لها، مما يعيد لأذهان التتار هجرتهم هذا العام بطعم آخر.
ورغم قرار السلطات الروسية في القرم منع إقامة أي تجمعات جماهيرية في القرم إبتداء من تاريخ 16 مايو/أيار الجاري وحتى تاريخ 6 يونيو/ حزيران القادم، بذريعة ما يمر به شرق أوكرانيا من أحداث ربما تستغل لاثارة بلابل في القرم، وهذا يعني منع تتار القرم من إقامة تجمعهم السنوي الذي دأبوا على إقامته كل عام إحياء لذكرى التهجير القسري لأجداده، إلا أن هذا القرار لم يثنيهم عن المضي قدماً في إحياء ذكرى تهجيرهم في المساجد و المقابر وقد شهدت فعالياتها حضورعشرات الآلاف في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة، ففي مدينة سيمفروبل تجمع اليوم الأحد قرابة 10 آلآف تتري لحضور الفعالية التي أقامها مجلس تتار القرم في "آق مسجد" في المدينة، كما خرج الآلاف من تتار القرم في مدينة جانكوي في شمال القرم في يوم التهجير القسري رغم منع السلطات الروسية لإحياء هذه المناسبة هاتفين باسم مصطفى جميلوف تأييدا زعيم تتار القرم لمواقفه ضد السلطات الروسية، وخرج الآلاف من تتار القرم في مدينة بخشسراي، وسط حشد كبير من الشرطة الروسية وتحليق مكثف للطيران العامودي.
و لم تقتصر الفعاليات التضامنية على مدن شبه جزيرة القرم وحدها، فقد شهدت العاصمة الأوكرانية كييف تظاهرة حاشدة وسط المدينة حضرها العديد من الشخصيات السياسية و الوطنية و ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني، و كان على رأس الحضور القائم بأعمال الرئيس الأوكراني اوليكساندر تورتشنوف و رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك و زعيم تتار القرم و النائب في البرلمان الأوكراني مصطفى جاميلوف.
و رفع المتضامنون الأوكران و التتار وسط العاصمة كييف أكبر علم لقومية تتار القرم في تاريخ أوكرانيا حسب وكالة أونيان التي نقلت لوسائل الاعلام هذه الصورة و التي تظهر أوكران يحملون العلم.
كما و قام المئات من الأوكران في مدينة دنيبروبتروفسك وسط البلاد باحياء ذكرى تهجير تتار القرم من وطنهم باشعال الشموع على شكل شعار تتار القرم (الميزان) إحياء لهذه الذكرى الأليمة و تقديراً لمواقف تتار القرم من الأزمة الأوكرانية ووقوفهم ضد إحتلال روسيا للقرم و تمسكهم بوحدة أوكرانيا.
من جانبه أصدر القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تورتشينوف قرارا بجعل يوم 18 مايو من كل عام يوما "للنضال من أجل حقوق تتار القرم".
الجدير ذكره أن تتار القرم كانوا أشد الرافضين لضم القرم لروسيا، ولا يزالون يصرون على انتمائهم لأوكرانيا و يناضلون من أجل عودة القرم لأوكرانيا.
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022