جموع حاشدة من تتار القرم تحيي ذكرى التهجير 67 في سيمفروبل

نسخة للطباعة2011.05.21

أكثر من 12 ألف تتري شاركوا بإحياء الذكرى (الرائد)

محمد زاوي - سيمفروبل

مرددين هتافات "الله أكبر" اجتمع يوم الأمس أكثر من 12 ألف تتري بساحة لينين وسط مدينة سيمفروبل عاصمة إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا إحياء للذكرى السنوية 67 لترحيلهم القسري من شبه الجزيرة، وتقدر أعدادهم الآن فيها بنحو 500 ألف نسمة.

جموع بشرية هائلة جابت أحياء المدينة من محطة القطار إلى شارع النصر في الوسط منها، حاملين لافتات ومرددين شعارات بمناسبة الذكرى، نددت بالترحيل كجريمة.

كما هتفوا مطالبين باستعادة حقوقهم وممتلكتهم التي صودرت منهم بعيد التهجير، ولا تزال قضيتها عالقة حتى يومنا هذا.

ويحيي تتار القرم في 18 من أيار/مايو منذ استقلال أوكرانيا في العام 1991 ذكرى التهجير، الذي تعرضوا له في الحقبة السوفييتية بتهمة الخيانة والتعاون مع الجيش النازي في الحرب العالمية الثانية.

شعب واحد

الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعث برسالة قرأها رئيس وزراء القرم دجارتي على الحشود، وجاء فيها: "إن أوكرانيا ومنذ استقلالها سمحت لتتار القرم بالعودة الى أراضيهم، وشجعتهم على ذلك".

وجاء في الرسالة أيضا: "نحن فخورون بأنه لا توجد صراعات عرقية خطيرة في بلدنا، وهذا إنما يدل على أننا شعب واحد صلب، وهذه الصلابة لا يمكن لأحد أن يخل بها".

جريمة بلا حدود

وقال دجارتي: "اليوم ذكرى التهجير، هذه المأساة مست تتار القرم واليونانيين والأرمن والبلغار والألمان وغيرهم من القوميات، الترحيل كان جريمة بلا حدود.

وأضاف: "التحدي الذي يواجهنا اليوم بالنسبة لتتار القرم هو ليس البقاء على قيد الحياة، وإنما العيش بكرامة وسلام، حتى يكون ليهم ثقة وأمل في المستقبل".

تراجع التمويل

ولفت مصطفى جميلوف رئيس مجلس شعب تتار القرم – أبرز مؤسسة تترية ذات طابع سياسي – الانتباه في كلمته إلى تراجع حجم التمويل الحكومي لمعالجة المشاكل الاجتماعية للعائدين التتار، مع تخصيص 23 مليون هريفنة (2.9 مليون دولار)، وهو مبلغ يقل بنحو ستة مرات من المطلوب – بحسب جميلوف.

لكن جميلوف قال: "إن من ايجابيات هذا العام تخصيص أرض لبناء المسجد الجامع بسيمفروبل".

إبادة وجريمة الإنسانية

ويقول نشطاء من الحركة الوطنية لتتار القرم إن ما لا يقل عن 46% من شعب تتار القرم لقوا حتفهم في السنتين اللتين تلتا التهجير (نحو 300 ألف نسمة)، وهو ما يعتبر إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.

ويواصل النشطاء دعواتهم السلطات الأوكرانية والأوروبية والدولية للاعتراف بان عملية التهجير التي تعرض لها التتار كانت إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.

مركز الرائد الإعلامي

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022