محمد صفوان جولاق - رئيس التحرير
مع اقتراب موعد توقيع اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، عادت قضية رئيسة الوزراء السابقة المسجونة يوليا تيموشينكو إلى المشهد السياسي لتزيده سخونة، فهي واحدة من أبرز القضايا التي يصر الاتحاد على حلها قبل الشراكة، ويصفها بأنها نتاج لـ"عدالة انتقائية" تمارس في أوكرانيا.
وقبل أيام، طالب البرلمان الأوروبي رسميا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالعفو عن خصمته السياسية تيموشينكو، ليفاجأ يانوكوفيتش أوكرانيا والعالم برد اعتبر فيه أن قضية تيموشينكو قضية "مؤلمة"، وتوقع حلا قريبا لها، بعد أن كان نظامه متمسكا بأن حكم القضاء عليها هو شأن أوكراني بحت.
وقد حكمت تيموشينكو في العام 2011 بالسجن 7 سنين بتهمة سوء استغلال السلطة، من خلال توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز مع روسيا في العام 2009، يؤكد النظام أنها اتفاقية مجحفة أضرت باقتصاد البلاد؛ كما تواجه تهما تتعلق بالتهرب الضريبي، وبالضلوع بقتل نائب برلماني سابق.
أحلاهما مر
ويعتبر الكثيرون أن في حل قضية تيموشينكو مفتاح نجاح للشراكة بين أوكرانيا وأوروبا، وأن نظام الرئيس يانوكوفيتش يدرك هذا الواقع، ويقف أمام أمرين أحلاهما مر، فإما الإبقاء على تيموشينكو في السجن دون شراكة، أو الشراكة مع عودة خصم سياسي بارز.
يقول يفهين دوبرياك النائب السابق عن حزب الوطن "باتكيفشينا" بزعامة تيموشينكو، إن النظام اختار تقديم "تنازلات"، لأنه يدرك أن حل قضية تيموشينكو ضروري لتوقيع الاتفاقية، وإلا فإن أوكرانيا ستجد نفسها معلقة بين روسيا التي ابتعدت عنها بمساعيها الأوروبية، وأوروبا التي لم تطبع شروطها ومعاييرها المطلوبة.
ونفى دوبرياك أن يكون سبب الاهتمام الأوروبي بقضية تيموشينكو هو محاولة إنقاذ حليفة رئيسية له في أوكرانيا، مشيرا إلى أنها ليست الوحيدة التي تحالف الغرب في البلاد، ومؤكدا أن السبب هو إجراء إصلاحات قانونية تمنع الاضطهاد السياسي وتعزز الديمقراطية في البلاد.
والموالاة لروسيا؟
وفي سياق آخر، يطرح التقارب الأوكراني مع أوروبا تساؤلات عدة حول موالاة نظام الرئيس يانوكوفيتش لروسيا، وهي الصفة الأبرز التي اتسم بها وسادت قبل وأثناء وبعد كل الانتخابات الماضية، فلماذا يغضب النظام روسيا بمساعيه، ولماذا هذا التحول عنها؟
يجب فياتشيسلاف شفيد مستشار الأمن القومي السابق في إدارة الرئاسة، فيقول إن أثقلت كاهل نظام يانوكوفيتش بضغوطات اقتصادية خلفتها فترة حكم الموالين للغرب بين العامين 2005 و2010، في إشارة إلى قضية أسعار العاز العالقة بين موسكو وكييف منذ فوز يانوكوفيتش بالرئاسة عام 2010.
وأوضح شفيد أن روسيا لم تقدم أي تنازل للموالين لها بعد فوزهم، ما جعلهم يتحولون جديا إلى الغرب، لا لموالاته، بل لمجالات مصالح واسعة معه.
وأضاف أن روسيا تتعامل مع أوكرانيا بفوقية، فتضغط عليها بورقتي الغاز والحدود لمنع شراكتها مع أوروبا، وتحاول إغرائها بالعضوية في الاتحاد الجمركي الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان)، و"لا أستبعد أن تقدم تنازلات جدية قريبا، لثني كييف عن توقيع الاتفاقية.
ومن زاوية أخرى، يرى النائب السابق يفهين دوبرياك أن ميل غالبية المجتمع إلى نمط الحياة الأوروبية الراقية، والحلم بمستقبل مبني على معايير وقوانين وحقوق تناغم ذلك النمط، هو واقع لا يمكن إغفاله، وبالتالي فإن أوكرانيا تسير نحو أوروبا بعدا عن نمط الفساد والفقر الذي يجمع بين روسيا وباقي دول المعسكر الشرقي، وبغض النظر عمن يقودها.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022