فرض التوتر الليبي نفسه على الساحة السياسية في أوكرانيا، وبات بحثه ومناقشته حاضرا بقوة في معظم جلسات البرلمان الأوكراني.
فقد تقدم اليوم باريس تاراسيوك رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون التكامل مع الاتحاد الأوروبي بطلب إلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، لسحب الأوسمة الشرفية التي قدمت للزعيم الليبي معمر القذافي خلال السنوات الماضية.
وجاء في الطلب البرلماني أن القذافي مسؤول بشكل مباشر عن أحداث العنف في ليبيا، وعن مقتل السكان المدنيين فيها، لذلك يتوجب على الرئاسة سحب الأوسمة التي منحت له سابقا، مقابل حضوره الدولي المشرف، واهتمامه بتفعيل العلاقات بين البلدين.
وكانت أوكرانيا قد منحت القذافي وسامين شرفيين من المرتبة الرفيعة الأولى، أحدهما وسام القائد التاريخي "ياروسلاف الحكيم" في العام 2003، وثانيهما وسام القائد "بوغدان خميلنيتسكي" في العام 2008 أثناء زيارته كييف.
كما منحته في 2003 قلادة شرفية باسم كنيسة "صوفيا" الشهيرة في كييف، لكنها سحبت منه في 2007 بعد قرار إعدام خمسة ممرضات بلغاريات في ليبيا.
صورة أوكرانيا
واعتبر النائب تاراسيوك في كلمة برلمانية ألقاها أن إبقاء الأوسمة الممنوحة للقذافي يسيء إلى نظام التكريم الأوكراني للشخصيات الأجنبية، وإلى سمعة أوكرانيا بين دول العالم.
وقال إن على أوكرانيا أن تتخذ موقفا من استخدام النظام الليبي القوات المسلحة ضد شعبه، من خلال سحب الأوسمة التي منحت للقذافي.
وأكد أن تطبيق الديمقراطية والاستقرار في ليبيا يلبي المصالح الوطنية لأوكرانيا، مشيرا إلى أن هذا شرط أوكراني لعلاقات مثمرة وطويلة الأمد مع ليبيا.
وأضاف في هذا السياق أنه يجب على أوكرانيا أن تحقق مصالحها في ليبيا من خلال التعاون مع حكومة ديمقراطية منتخبة فيها.
الواقع يتغير
ويرى محللون أن التحرك البرلماني لسحب الأوسمة من القذافي اليوم، وبحث وجود أراضي مستأجرة من قبله أو قبل نظامه أول الأمس يأتي في إطار تشكل واقع جديد في ليبيا يفرض نفسه.
وفي حديث مع الرائد قال فياتشيسلاف شفيد المحلل السياسي والمستشار السابق للرئيس الأوكراني فيما يتعلق بالأمن القومي إن أوكرانيا ودول الغرب عموما تتجه نحو التعامل مع واقع جديد في ليبيا لحماية مصالحها، حيث سقطت معظم الأراضي والحقول النفطية بيد الثوار.
وقال أن مصالح الدول في ليبيا تفرض عليها الوقوف إلى صف الثوار، وإعلان القطيعة مع القذافي الذي يضعف يوما بعد يوم، وذلك بأشكال وصور مختلفة، بدئا من الإدانة وانتهاء بإعلان نوايا التدخل العسكري.
يذكر أن خبراء أوكرانيين قدروا حجم العلاقات الاقتصادية بين أوكرانيا وليبيا بمليارات الدولارات، وهي علاقات في مجالات أهمها التنقيب عن النفط في ليبيا، وتصدير الحبوب والقمح إليها.
وقد بين تقرير تناقلته وسائل الإعلام الأوكرانية أن طرابلس استوردت من كييف خلال 2010 حبوبا بقيمة تقارب 201 مليون دولار، وحجزت منها 4 طائرات نقل مدنية، إحداها خاصة بالقذافي، في حين استوردت أوكرانيا من ليبيا بضائع تصل قيمتها إلى 235 ألف دولار فقط.
مركز الرائد الإعلامي
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022