ماذا يعني الاستفتاء التركي بالنسبة لأوكرانيا؟ سؤال طرحة المحلل السياسي الأوكراني، سيرهي تاران، في مقال نشرته صحيفة "نوفايا فريميا" ( الوقت الجديد) ، والذي أكد أن الاستفتاء الأخير سيعطي الرئيس رجب طيب أردوغان الفرصة للحصول على المزيد من الأدوات القوية، وخاصة في السياسة الخارجية.
واعتبر الكاتب في مقاله الذي قامت بترجمته "أوكرانيا برس"، إن السؤال الرئيس الذي يجب أن يُطرح في أوكرانيا هو ليس التطور الديمقراطي في بلد ما، ولكن إلى أي مدى يعمل هذا البلد جيوسياسيا مع أو ضد أوكرانيا، معتبرا أن كييف مثلا لا تولي أي اهتمام لمستوى الديمقراطية في الصين بقدر ما تحذر في كل مرة من موقف بكين في مجلس الأمن الدولي، لأن أوكرانيا تعتبر موقف هذا البلد مهم في عملية التصويت على قضايا تتعلق بالشأن الأوكراني. وهي النظرية التي يجب أن تنتهجها أوكرانيا مع أي بلد من خلال دراسة مواقفه السياسية الدولية وحماية المصالح الأوكرانية، واأامر ينطبق تماما على تركيا، مضيفا أن مصالح كل من أنقرة وكييف متوافقة بشكل كبيرة خلال الفترة الأخيرة ، فتركيا قامت بدعم أوكرانيا خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير ومواقفها كانت في صالح الجانب الأوكراني، ولم تكن أبدا من الذين وقفوا في الصف الروسي باعتبار مواقف ومصالح أنقرة وموسكو بشأن العديد من القضايا الاقليمية متضاربة، لأن روسيا تسعى لاحتكار القوة في المنطقة، وأدت تصرفاتها إلى المس بأحيان كثيرة بالمصالح التركية، هذا الأمر يراه المحلل السياسي سيرهى تاران يساعد بشكل غير مباشر المصالح الأوكرانية.
وأشار الكاتب انه برغم عدم وجود صداقة دائمة في عالم السياسة إلى أن أوكرانيا وتركيا ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
ووفقا للكاتب فإن الاستفتاء الأخير سيعطي أردوغان فرصة الحصول على المزيد من الأدوات القوية، وخاصة في السياسة الخارجية، وان كان سيتعرض لحملات معارضة داخلية فإنه سيتمكن من انتهاج سياسة أكثر صرامة على الساحة الدولية، وسيجعل تركيا أكثر قوة ، خاصة في وضعها الجيوسياسي الصعب، حيث تجاورها دول تعيش في حالة حرب كالعراق وسوريا وتقع أيضا في مركز العالم أن يشهد مواجهات سياسية كبيرة، مما ينبغي أن تكون السلطة في البلاد موحدة لتتمكن من القيام بخطوات قوية ومتوازنة، الأمر الذي سيجعل من تركيا قوية بتوطيد السلطة وفقا ما يرى.
وقال الكاتب أنه بالرغم من تأكيد البعض بأن أردوغان لديه طموح شخصي، وأنه ليس نموذجا للديمقراطية الليبرالية، فإن الضرورة حاليا لتركيا هي اختيار الأولويات، وأولويات أنقرة في الوقت الراهن هو ما طُرح خلال الاستفتاء.
وأشار سيرهى تاران إلى النجاح الذي حصل عليه أردوغان بين الأتراك الذين يعيشون في الخارج، ورده إلى دافعين رئيسيين، الأول بحسبه أن تركيا تحتاج سياسة خارجية قوية، وهو ما صوت عليه الأغلبية ، والامر الثاني بالنسبة للأتراك الذين يعيشون في ألمانيا وهولندا والبلدان التي شهدت علاقاتها مع تركيا بعض المشاكل هو تعبير عن موقفهم السياسي مما يحدث من تغييرات في الاتحاد الأوروبي.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022