محمد صفوان جولاق- رئيس التحرير
تتباين القراءات في أوكرانيا بشأن السياسة التي تعتمدها كييف في التعامل مع الحراك المستمر شرقي البلاد، فبينما يرى محللون أن تلك السياسة تكشف لحد الآن ضعف قدرة السلطات على التعامل مع الوضع، يعتبر آخرون أن كييف لا تريد زيادة الاحتقان باستخدام القوة في شرقي البلاد المتوتر، ومنح روسيا ذريعة للتدخل.
فضمن آخر الخطوات المتخدة، أقر البرلمان الأوكراني الأسبوع الماضي قانونا يزيد من المسؤولية الجنائية وعقوبة الحراك الانفصالي الذي تشهده عدة مدة في شرقي البلاد منذ يوم الأحد الماضي.
وأمهلت وزارة الداخلية الأوكرانية الانفصاليين 48 ساعة لإخلاء المباني التي يحتلونها في مدينتي لوهانسك ودونيتسك، ودفعت بتعزيزات أمنية وعسكرية إلى تلك المدن، لكن المهلة انتهت أمس الجمعة دون أي تقدم، لتجدد الوزارة التهديد اليوم بـ"استخدام القسوة إذا لم تنته الفوضى".
رئيس البرلمان والقائم بأعمال الرئاسة -أوليكساندر تورتشينوف- دعا الانفصاليين إلى إلقاء السلاح وإخلاء المباني مقابل العفو، لكن الانفصاليين رفضوا مصرين على إجراء استفتاء لضم تلك الأقاليم إلى الأراضي الروسية على غرار ما حدث في إقليم القرم قبل أسابيع قليلة.
ضعف أم تأن؟
الكاتب في صحيفة النهار "دين" الأوكرانية يوري كوستيوتشينكو إن قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية حررت المباني الحكومية المحتلة في مدينة خاركيف، ولكن الحراك والمظاهرات الانفصالية لا تزال مستمرة.
وأضاف في ذات السياق أن "حديث وزير الداخلية أرسين أفاكوف عن عزمه "تنظيف 30% من جهاز الشرطة في خاركيف، وإرسال قوات إلى مناطق الشرق من مناطق أخرى، يكشف حقيقة أن ولاء قوات الأمن في الشرق ليس كاملا لسلطات كييف، ولهذا يستمر الحراك، رغم أن المسلحين الذين احتلوا المباني بالمئات على أكثر تقدير".
لكن مدير معهد العلوم السياسية أوليكسي غاران قال إن روسيا تنتظر أن تستخدم كييف القوة لتحرير المباني، لتتدخل بحجة حماية رعاياها، وهذا ما تدركه السلطات.
ورأى غاران أن السلطات في كييف تتعامل بحكمة مع التوتر في شرقي البلاد، مدركة لحقيقة أن شريحة واسعة من السكان هناك تنظر بعين الشك إزاء شرعيتها، وتعتبرها سببا للأزمة التي تعصف بالبلاد.
وأشار إلى أن السلطات تترقب نتائج اللقاء الرباعي الذي سيجمع قريبا الروس والأوكرانيين والأوروبيين والأميركيين لبحث الأزمة، "فإما حل سياسي يسير بها نحو الخمود، أو تصعيد يزيد من الاحتقان والتوتر على المستويين الداخلي والخارجي".
انقسام الشارع
وينقسم الشارع في العاصمة كييف إزاء حراك الشرق، وباتت هناك أصوات متذمرة من تعامل السلطات معه، وأخرى مسلمة بأن الأوضاع ستصبح أفضل حالا، وقريبا جدا.
غريغوري -أحد المنتمين إلى حركة القطاع اليميني المتشددة، التي تعتبرها روسيا عنصرية إرهابية- قال إن الحل السلمي أفضل، ولكن حمل السلاح واحتلال المباني غير مقبول، وإذا لم تحسم السلطات الأمر فنحن مستعدون للقتال من أجل "خلع" الانفصاليين والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية.
أما إيرينا فتقول إن "ما تفعله السلطات صحيح، والحلول لا شك كثيرة. لا نريد أن تتكرر المواجهات ومشاهد سيلان الدماء والقتل مرة أخرى في أوكرانيا".
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
أوكرانيا برس - الجزيرة نت
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022