شهد هذا الأسبوع في أوكرانيا ثاني عملية لزرع قلب اصطناعي في التاريخ والأولى من نوعها بالنسبة لامرأة.
فبعد خمس ساعات داخل قاعة العمليات خرج الأطباء الأوكرانيون ونظرائهم من ألمانيا مبتهجين بنجاح هذه العملية، وأصبح لدى لودميلا صاحبة الثلاثين عاما فرصة لانتظار متبرع بهذا العضو الحساس.
قبل سنتين تعرفت لودميلا على تشخيص مخيب للآمال، بعد تأكيد إصابتها بمرض في عضلة القلب، بحيث أدى إلى تمدد في هذه العضلة، وعلى مدار الستة أشهر الماضية زاد حجم قلبها بأربعة أضعاف، لتكون في حاجة ماسة لزرع هذا العضو الحساس من أحد المتبرعين.
الحل أمام الأطباء كان زرع قلب إصطناعية، وبدأت لودميلا تحضر نفسها لهذه العملية منذ شهرين.
تقول لودميلا: "زرع قلب كان هو العلاج الوحيد بالنسبة لي. في البداية كنت أريد إجراء هذه العملية في بيلاروسيا، ولكن لم أقدر التوجه إلى هناك، وكخيار لي حاليا هو إجراء عملية زرع قلب إصطناعي. فالأمر يسوء وأنا أنتظر".
وبعد خمس ساعات في غرفة العمليات ولودميلا في العناية المركزة، تقول أنها تشعر بارتياح.
قرارها بإجراء عملية زراعة قلب اصطناعي من أجل ابنها الصغير المتواجد في منطقتها، حيث تقول "عندما استيقظت بعد العملية شعرت بتحسن، وعلى الفور فكرت في ابني وكيف أنه يبتسم"، وأضافت "كل هذا من أجل ابني، عمره تسعة أعوام، من أجل أن يكبر ويتعلم قررت إجراء هذه العملية، فمبجرد أن أتحسن وأقف على قدمي سيأتي ابني عندي.
يقول أحد الأطباء إن "كل الأمور الحالية تناسبنا، هي الآن تأكل وتشرب كما قامت شقيقتها بزيارتها، كان هناك تشاور مع زملائنا الألمانيين، ناقشنا كل صغير وكبيرة، وبشكل عام نحن جميعا راضون، كل ما خططنا له تم عمله دون أي مضاعفات".
القلب الإصطناعية عبارة عن توربينات به مداخل ومخارج، ويوجد في داخله قرص صغير يقوم بتمرير الدم بحجم خمس لترات في الدقيقة. صاحب هذا القلب يحمل معه دائما محفظة بها بطارية خاصة، القيد الرئيسي بالنسبة لهذا العضو عدم تعريض هذا الجهاز ليكون مبلول.
الأطباء يضيفون بأنه لا يجب القيام بحركات خطيرة والسباحة في البحيرة، ولكن يمكن قيادة السيارة وممارسة الرياضة ، ويوجد بعض الرياضيين في أمريكا يمارسون كمال الأجسام، يمكن تقوية العضلات والمشاركة في المسابقات, لذلك فالقيود موجودة لكنها قليلة.
هذه ثاني عملية زرع قلب اصطناعي في أوكرانيا، فالأولى تم عملها العام الماضي للأوكراني بافل داروشكو صاحب الأربعين عاما.
ووفقا لمدير معهد القلب، بوريس تودوروف، فإن أكثر من ألف أوكراني يحتاجون لمثل هذه العملية سنويا، ولزيادة فرص حياة هؤلاء المرضى فإن هناك حاجة لتوفير تمويل من ميزانية الدولة لمثل هذه العمليات.
قناة "UATV"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022