يؤكد القائمون على العمل الإسلامي في أوكرانيا على أن ثقافة الإمام وفاعليته من أبرز العوامل المؤدية إلى نجاح مسجده أو مركزه الثقافي الإسلامي في التعريف بالإسلام وحث المسلمين على الالتزام.
واللافت في أوكرانيا أن الكثير من الدورات والمخيمات تركز على رفع المستوى الثقافي والشرعي لمئات الأئمة في مختلف أرجاء المدن والأقاليم الأوكرانية، إضافة إلى التركيز على تنمية مهاراتهم في مجالات التواصل والإدارة.
ويتراوح عدد مساجد أوكرانيا اليوم بين 300 – 350 مسجدا، نحو 280 منها في إقليم شبه جزيرة القرم حيث يعيش نحو 500 ألف تتري مسلم من أصل نحو 2 مليون مسلم في أوكرانيا، إضافة إلى مساجد نحو 10 مراكز ثقافية إسلامية في كبريات المدن، وعشرات المصليات.
قلب محرك
يقول د. باسل مرعي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وهو أكبر مؤسسة تعنى بشؤون الإسلام والمسلمين في أوكرانيا، إن "الرائد" كان قبل بضعة أعوام حريصا على إعادة بناء وترميم المساجد من الدمار الذي خلفته الحقبة السوفيتية بها، وأطلق مشروعا ضخما لشراء وتحويل بيوت إلى مساجد بهدف تأمين أماكن العبادة لمسلمي أوكرانيا.
لكن مرعي لفت إلى أن إطلاق برنامج "تثقيف وتوعية الأئمة" كان ملازما لأعمال البناء والترميم والتحويل، مؤكدا أن الإمام يلعب دور القلب أو المحرك في المسجد، ومشيرا إلى أن البرنامج يهدف إلى تنمية إمكانيات وقدرات الأئمة ليكونوا قدوة للمسلمين، وصورة تعكس حقيقة الشخصية المسلمة لغيرهم.
وأشار مرعي إلى أن هذا البرنامج يتضمن - إضافة إلى مختلف الدورات والمخيمات في أوكرانيا - دراسة أئمة المستقبل في جامعات إسلامية معتبرة، ليحصلوا منها على المعلومات والشهادات الشرعية اللازمة، وذلك بالتعاون مع عدة جامعات وجهات خيرية ومحسنين حول العالم.
وقال سيران عريفوف المفكر وإمام مركز الرضوان في القرم: "نحن نتواصل مع الأئمة من خلال الدورات والمخيمات على مدار العام، ونريد من خلالها أن يكونوا - بالإضافة إلى أدوارهم في المساجد – على مستويات علمية وثقافية جيدة وفي مختلف المجالات، وعلى إلمام بالتقنيات الحديثة ووسائل الاتصال والتواصل (مواقع – فيسبوك – تويتر وغيرها) التي تعتبر من أبرز عوامل النجاح حاليا.
وعن هذه الدورات يقول صبري أفندي، وهو إمام أحد المساجد: "لم أدرس علوم الشرع، لكن هذه الدورات ساهمت برفع مستوى المعلومات لدي، وساعدتني على خدمة المسلمين والإجابة على تساؤلاتهم وحل الكثير من مشاكلهم".
ويقول الإمام سيد قادر إبراهيموف، وهو إمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة سيمفروبل بالقرم، ويحمل شهادة شرعية حصل عليها من دراسته في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية قبل عدة سنوات: "هذه الدورات حلقة وصل بين الإمام والمسلمين، ففيها يتعلمون الكثير عن فن وطرق التعامل والجذب".
ثبات ووسطية المسلمين الجدد
ولا تقتصر الدورات والمخيمات على الأئمة، بل إن الدورات والمخيمات الموجهة إلى أبناء الجاليات العربية والإسلامية ومسلمين أوكرانيا هي الأبرز والأكثر شهرة من غيرها.
لكن اللافت أن بعضها تستهدف فئة المسلمين الجدد، وهم الأوكرانيون الذين اعتنقوا الإسلام حديثا في تلك المساجد والمركز والمصليات، وتقدر أعدادهم بالمئات سنويا.
وعن هذه الدورات يقول سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمة" إنها تهدف لتمكين ثبات المسلمين الجدد على الدين بسبب التعرض – عادة - لموجات انتقاد داخل أسرهم وفي أوساط أصدقائهم وزملائهم، خاصة وأن معلوماتهم الدينية تكون شحيحة بعد الاعتناق.
ولفت أيضا إلى أن شح المعلومات وجنوح العواطف يدفع الكثير من المسلمين الجدد للتأثر خطأ بتيارات فكرية مختلفة، بعضها يقترب بفهمه ومنهجه من التطرف، والدورات والمخميات تحاول بما تتضمنه ترسيخ مفهوم الوسطية، حفاظا على سلامة الفهم والفكر لديهم من أي انحراف.
وأوضح أن هذه الدورات والمخيمات تركز على شؤون العقيدة، والعزة بالإسلام، وعظم أجر من يتحمل الأذى والصعوبات على طريق الدعوة والالتزام.
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022