قال والد الشباب الأردني، الذي فجر نفسه في عملية انتحارية في العراق الأسبوع الماضي، إن ابنه انضم إلى تنظيم "الدولة" بعد أن تم غسل دماغه من قبل أشخاص يجندون شبابا للانضمام إلى صفوف "داعش" بمدينة خاركيف شرق أوكرانيا، حيث كان ابنه محمد الضلاعين يدرس الطب في سنته الثالثة.
وقال عضو البرلمان الأردني مازن الضلاعين في حوار لقناة "الجزيرة الإنجليزية" إن ابنه محمد تم تجنيده من قبل زوجان أذربيجانيان يعيشان في مدينة خاركيف، حيث يقومان بتجنيد الطلاب المسلمين المتحمسين للانضمام إلى صفوف تنظيم "الدولة".
وقال الأب المكلوم إن الشبكة النشطة التي غسلت دماغ ابنه تتألف من رجل اختار لنفسه اسم "إبراهيم" وزوجته التي تقوم بتجنيد النساء والمعروفة باسم "سمية". مضيفا أن ابنه محمد وزوجته الأوكرانية انضما جنبا إلى جنب مع زوجين من الشيشان وزوجين من تونس.
وقال الأب إن ابنه، الذي يبلغ من العمر 23 سنة، وكان في سنته الثالثة في كلية الطب، تزوج من امرأة أوكرانية سافرت معه أيضا إلى العراق، مضيفا أن محمد وزوجته غادرا أوكرانيا لتركيا في يونيو 2015، ومن هناك، عبروا الحدود إلى العراق.
وقال والد الطالب الأردني أيضا إنه سافر إلى أوكرانيا في كثير من الأحيان للاطمئنان على ابنه، وكان له مناقشات عديدة معه حول داعش، في محاولة لاقناعه بأنه يجب التركيز أولا على دراسته والعودة إلى الأردن، ولكن من دون جدوى.
"كان ابني هنا في الأردن في كانون الثاني الماضي، وأنا لم ألاحظ أي سلوك متطرف أو آراء دينية عليه، حتى غادر الأردن وعاد إلى أوكرانيا لاستئناف دراسته".
ومن المفارقات أن المهاجم الانتحاري من نفس قبيلة الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أحرق حيا من قبل تنظيم "الدولة" في وقت سابق من هذا العام.
وقال الضلاعين أيضا إنه حاول في ثلاث مناسبات جلب ابنه إلى الأردن باستخدام القنوات الحكومية وغير الحكومية، ولكن في كل مرة، رفض ابنه جهوده، وأخبره عن طريق الرسائل النصية أنه مقتنع من اختياره للانضمام لداعش، وبدلا من ذلك، قال إنه طلب من والديه مغادرة الحياة غير الإسلامية في الأردن، والانضمام إليه في "الدولة الإسلامية".
وقال الضلاعين إنه تم قبول التعازي من المجتمع، ليس لأنه أيد خيارات ابنه، ولكن لأنه "شعور بمكانة الأب أولا"، الذي فقد جزءا منه عندما غادر ابنه، وقتل نفسه في تفجير انتحاري. "لقد فقدت أعز شيء بالنسبة لي، ذهب جزء مني الآن".
هذا وقال راقي الرواشدة، رئيس الجالية الأردنية في خاركيف لقناة الجزيرة إنه يعرف محمد الضلاعين من وقت مضى، ومنذ وصوله إلى أوكرانيا للدراسة قبل أربعة أعوام. مضيفا أنه لم يكن متدينا أو لديه أية آراء متطرفة أو أيديولوجية.
ومع ذلك، تغيرت الأمور في الأشهر الأربعة الماضية عندما ظهرت على محمد لحيته وبدأت بعض وجهات النظر المتطرفة الدينية لديه.
وقال الرواشدة أيضا إن محمد ليس الشاب الأردني الوحيد الذي انظم لداعش، مؤكدا أن شابا آخر من الشباب الأردني، هو عبد الله كوافين، الذي يعتبر من نفس بلدة محمد وهي الكرك، انضم إلى صفوف "داعش" جنبا إلى جنب مع زوجتة الأوكرانية، كما قال الرواشدة للجزيرة.
الكوافين يفترض أنه يعيش في العراق، ومصيره غير معروف في هذه المرحلة.
هذا ويتواجد في أوكرانيا حوالي 5000 طالب أردني، منهم ما يقارب 1500 طالب يعيشون في مدينة خاركيف.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
الجزيرة
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022